الخميس 31 آذار , 2022 04:47

الهيئة الصحية الإسلامية: خدمات صحية خفّفت عن كاهل الناس

الهيئة الصحية الاسلامية

أسّس حزب الله جمعية "الهيئة الصحية الإسلامية" عام 1984 في ظروف الحرب الأهلية والاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، فتولّت مسؤولية الإسعاف الأوّلي والدفاع المدني، قبل أن تتبلور هيكليتها الحالية بعد الحصول على الترخيص من وزارة الداخلية اللبنانية عام 1988 وصفة "المنفعة العامة".

هدفت الهيئة بشكل أساسي الى "خدمة المستضعفين والمحرومين.. وتبني القضايا الصحية والبيئية الملحة للفئات المستضعفة والسعي لإنهاء الحرمان والتمييز عن الكثير من المناطق..والمساهمة في بلورة سياسة صحية وبيئية واضحة لدى المواطن". وتعمل تحت عنوان " تقديم أفضل الخدمات الصحية والرعائية للمجتمع اللبناني"، مرتكزة على " المصداقية والقيم الإنسانية".

وفي الأعوام 2018 – 2021 قدّمت الهيئة الصحية الإسلامية النموذج الأمثل في التصدي للأزمات الصحية، وتحمّل المسؤوليات أمام الشعب اللبناني والتخفيف عن كاهله في ظل الأزمات الاقتصادية والمالية ضمن برامجها وخدماتها الخاصة التي استهدف كل المناطق اللبنانية واستفاد منها الجميع في البلد دون تمييز في طائفة أو دين أو غيرها. وهي مستمرة في تقديماتها للعام 2022.  

برامج الهيئة الصحية

تعمل الهيئة الصحية على مجموعة عناوين، أهمها:

_ الخدمات العلاجية المباشرة.

_ تقديم سلة من الخدمات المجانية للفئات الأكثر حاجة في المجتمع.  

_ برامج تثقيفية وإرشادية وتوعوية.

_ مشاريع الصحة الاجتماعية والنفسية.

_ تدخلات وقائية مباشرة (خصوصاً مع انتشار فايروس كورونا).

_ برنامج اللقاحات.

_ الصحة المدرسية.

معاينة شبه مجانية: تخفيف عن كاهل الناس

تنتشر الهيئة الصحية في 60 مركز يقدّم شهرياً ما لا يقل عن 30 ألف معاينة طبية، ويدخل المركز الواحد يومياً 700 مريض حسب ما يؤكد نائب المدير العام للهيئة الصحية الإسلامية المهندس مالك حمزة في مقابلة خاصة مع موقع الخنـادق. ويؤكّد أن الكلفة المالية للمعاينة تتراوح بين 5000 و27000 ليرة لبنانية في الحد الأقصى ما يعني أن الكلفة رمزية، تراعي من خلالها الهيئة الضائقة الاقتصادية المستمرة وتراجع القدرة الشرائية للمواطن اللبناني وشبه انعدام قدرته على تحمّل أيّ تكاليف إضافية.

في حسابات إجمالي عدد المستفيدين على مدى السنوات 2018 – 2021، فقد تراوحت بين 1.903.288 و920.848 مستفيد من الخدمات العلاجية. وقد خفّفت الهيئة عن كاهل المرضى التكاليف المالية التي تحمّلتها من خزينتها بمبلغ ارتفع في العام 2018 من 33.450.000 الى 36.389.000 دولار أمريكي عام 2021. أمّا على صعيد العدد الإجمالي للمستفيدين من أنشطة الهيئة في الصحة الاجتماعية والنفسية والمراكز النفسية فتوضّح أعداد المرضى المتزايدة من 179.717 عام 2018 الى 455.883 في العام 2021 حجم الضغوط النفسية التي يتحمّلها المقيمون في لبنان.

الهيئة تقدّم 250 ألف عينة دواء

عانى الشعب اللبناني من احتكار بعض الجهات للأدوية بكافة أصنافها أو من ارتفاع أسعارها بسبب سياسات المصرف المركزي وحاكمه، فباردت الهيئة الصحية الى تقديم مختلف أصناف الأدوية (400 دواء) غطّت أغلب الأمراض وتلك المزمنة على وجه الخصوص مجاناً أو بأسعار رمزية، يقول "حمزة"، بلغ عام 2021 مجموع أعداد المرضى المستفيدين 278.284 مستفيد من 501.003 عينة دواء. وقد خصّصت الهيئة مبلغاً مالياً وصل الى 5.231.000 دولار لتغطية التكاليف.  

وبالتعاون مع بعض الجهات الخارجية (المحلية أو الدولية) فقد قدّمت الهيئة الصحية 531.777 معاينة طبية 75.010 معاينة طبية و645.487 عينة دواء مجانية أيضاً.

24.500 فرد من الهيئة الصحية في خدمة الناس مع انتشار "كورونا"

استنفرت الهيئة الصحية الاسلامية مع انتشار وباء Covid-19   كل إمكاناتها ووضعتها في خدمة الشعب اللبناني.  وقد أعلن مسؤول شورى التنفيذ في حزب الله السيد هاشم صفي الدين عن فريق الهيئة الذي هو بحدود الـ 24.500 فرد (أغلبهم من المتطوعين)، موزعين على كافة المناطق اللبنانية. خصّص لكل قرية أو حي فريق من 4 أفراد بمهام متعدّدة بدءاً من رصد الحالات الى تشخيص الحالة والمستوى الصحي، ويذهب مندوب من الهيئة الى البيت الذي ثبت فيه حالة أو حالات إصابة بالفايروس لتحديد مستوى الإصابة وتقديم الإرشادات أو بعض اللوازم من تجهيزات طبية أو أدوية (حسب مستوى الإصابة). وبعض الحالات كانت تستلزم فريق التدخّل التطوعي تستقدمه الهيئة الى منزل المصاب، ويتشكّل من طبيب، ممرض، مسعف، وسيارة إسعاف وبحوزتهم كامل التجهيزات المطلوبة (مثل أجهزة التنفّس..)، ويقدّم الفريق كل الخدمات الطبية، يرافقه مرشد نفسي واجتماعي للاهتمام بالحالة النفسية والمعنوية للمصاب بالفايروس، ويقدّم الارشادات للأفراد الآخرين في البيت حول كيفية التعاطي مع المريض من كل الجوانب، حسب ما يشرح المهندس "حمزة".

حوالي 2.800 متطوّع

قام الجهاز التطوعي في الهيئة، ويبلغ عديده حوالي 2.800 بإجراء حملات فحصوات PCR في القرى والأحياء قدّمتها الهيئة الصحية مجاناً، وجالت الفرق التطوعية بين المحال التجارية لمتابعة الإجراءات المطلوبة للحدّ من انتشار الوباء، كما نزلت الى الملاحم والأفران والتعاونيات وكل الأماكن التي يتردّد اليها المواطن ومن المحتمّل أن تكون بؤر الانتشار، واستهدفت الحملة تدريب العاملين على الإجراءات الوقائية وتقديم المعقمات والكمامات.

كذلك، فإن من بين الحملات الأساسية التي قامت بها فرق الهيئة الصحية، كانت حملات التعقيم في المساجد والمدارس ودور الحضانة والمراكز التربوية لتأمين العودة الآمنة للطلاب الى العام الدراسي. ومن ناحية التلقيح ضد الوباء فقد قامت الهيئة، بعدّة حملات طالت العديد من المدارس في كافة المناطقة ومنها الحملة بتاريخ 11/11/2021 لغاية 8/2/2022 التي استهدفت 67 مدرسة وتم تلقيح 7.876 طالب خلالها. كما تابعت الهيئة خلال فترة الدروس الحضورية الطلاب التزام المدارس ودور الحضانة بالإجراءات الوقائية.

وفي النتيجة نظّم الجهاز التطوعي – الذي يضمّ أطباء أيضاً – 401 نشاطاً خاصاً وشارك في 2.530 برنامج ونشاط للهيئة شملت متابعة المغتربين والقادمين عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ومتابعة الخط الساخن الذي أنفقت الهيئة لأجله مبلغاً مالياً بقيمة مليار و850.000.000 ليرة لبنانية منذ انتشار الوباء.

الهيئة الصحية داعم أساسي لوزارة الصحة

الهيئة الصحية دائما ما حصرت على العمل تحت إشراف وزارة الصحة، وفي بداية انتشار "كورونا" وضعت كل كواردها في خدمة الوزارة ووزيرها السابق حمد حسن أثناء ذروة الأزمة الصحية، وشكّلت الهيئة عماد الوزارة وهو ما أكّد عليه أيضاً وزير الصحة الحالي فراس الأبيض في حديث له مع نائب المدير العام للهيئة المهندس حمزة حيث قال "إن الهيئة الصحية هي الداعم الأساسي للوزارة وخاصة في كورونا".

 ويضيف "حمزة" أن الهيئة الصحية تؤمّن نجاح بعض البرامج التي تقوم بها الوزارة حيث أنها توفر العديد اللازم، وعلى سبيل المثال "مشروع التحصين" على صعيد لبنان، الوزارة لا تملك العديد الكافي، فتسلّمت الهيئة في مناطق تواجد مراكزها الجزء الأكبر من المسؤولية بهدف القيام بالدوّر الأمثل وإنجاح المشروع. وباتت الهيئة هي الرائدة في مشروع التحصين بما قدّمته من نموذج عملي في الميدان.

الهيئة تفتح 20 مركزاً جديداً

ويختم المهندس حمزة أن الهيئة الصحية وضعت خطة لإضافة حوالي الـ 20 مركز في المناطق، أنجزت أكثر من نصفهم خلال في فترة 2018 و2021 على سبيل المثال مركز "الكرك"، مركز "شعث"، مركز "نبحة" (المراكز الثلاث في البقاع أنجزوا سنة 2021)، ويعمل على مركز "الشربين" في الهرمل، ومركز في "عين كفر زبد".  في الجنوب، كما استكملت الهيئة الصحية الإسلامية مركز "البازورية"، مركزاً في قعقعية الجسر، وكذلك في يحمر شقيف وزوطر والمروانية، على ان يتم الانهاء من التحضيرات في مركز "الريحان"، ومركز حارة صيدا.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور