السبت 13 آب , 2022 01:11

الاستشهادي أسعد برّو: من فجّر دورية الاحتلال في مرجعيون

"إن شن هجوم جديد هو حلقة من سلسلة طويلة ودامية من الهجمات المستمرة منذ سنوات" هكذا علّقت أوساط كيان الاحتلال على العملية الاستشهادية للشيخ أسعد بروّ. فبعد اجتياح  قوات الاحتلال للبنان عام 1982 نهضت حركات المقاومة ومنها الإسلامية لمواجهته في إطار عمل عسكري منظّم أحبط مشروعه.

من هو الاستشهادي أسعد برّو؟

ولد أسعد حسين برو فجر يوم الجمعة 26 شباط 1965 وترعرع في منطقة الأوزاعي مع عائلته التي نزحت من بلدة حدث - بعلبك بسبب الظروف المعيشية الصعبة. كان يتردد الى مسجد "الاوزاعي" حيث بنى شخصيته الدينية والثقافية. ومع انتصار الثورة الإسلامية في إيران تأثر الشهيد برو بشخصية الإمام الخميني.

انتقل الى العمل العسكري المقاوم مع بدأ الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ضمن ما عرف بـ "شهداء الميثاق" أو "مجموعة العشرة"، وهم مجموعة من الشباب الذين تعاهدوا على الشهادة منذ بداية المواجهات ضد كيان الاحتلال متأثرين بعملية "فاتح أعهد الاستشهاديين" أحمد قصير الذي نفّذ عمليته النوعية وفجّر مبنى مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور الجنوبية.

شارك الشيخ أسعد بمواجهات ضد التوغل البري للاحتلال  في العاصمة اللبنانية بيروت واستهدف تجمعاتهم في مناطق "السلطان إبراهيم" و"الاونيسكو" و"الاوزاعي"، كما شارك في الإعداد لبعض العمليات الاستشهادية. وكان يلحّ على المجاهدين كي يأذنوا له بتنفيذ عمليته الاستشهادية، وقد جرت ثلاث محاولات في الوصول إلى الهدف، إلاّ أن العملية كانت تلغى في اللحظة الأخيرة لأسباب لوجستية.

أما في التاسع من شهر آب / أغسطس من العام 1989 وعند التاسعة وخمس وأربعين دقيقة صباحاً، كانت عمليته الاستشهادية الناجحة على طريق القليعة – مرجعيون الجنوبي الحدودي حيث انطلق مسرعاً لتجاوز الآليات وشلّ حركة الجنود وفجّر شاحنته الصغيرة من نوع "بيك أب" المفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات في دورية كبيرة للاحتلال تضمّ سيارات عسكرية وأمنية وفيها شاحنة مليئة بالجنود. على إثرها استقدم الاحتلال سيارات الإسعاف والمروحيات التي نقلت خمس وعشرين جندياً بين قتيل وجريح.

وقالت المقاومة الإسلامية في بيانها عن العملية أن إحدى مجموعاتها "أبناء الحسين" نفذتها هدية عاشوراء ووفاء للإمام الخميني وللإمام الخامنئي. ووجهت رسالة للأسير الشيخ عبد الكريم عبيد قالت فيها "سنبقى بالمرصاد لعدونا وعدوك وأننا سنجعل حياة الصهاينة جنّهم حتى يدفعوا ثمن خطيئتهم معك غالياً". أما مسؤولو الاحتلال فلم يربطوها بالرد المباشرة على أسر الشيخ عبد الكريم عبيد الذي يعتبر صديق الشهيد برّو. وكانت "كوماندوس" الاحتلال قد اختطفت الشيخ عبيد من منزله في بلدة جبشيت الجنوبية بتاريخ 28 تموز 1989.

ترك الاستشهادي برو وصية قال فيها "حافظوا على استمرارية المقاومة الإسلامية في جهادها ضد إسرائيل، واصبروا في تلك التلال والثغور التي حملت دماء الشهداء". 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور