الأربعاء 19 تشرين أول , 2022 04:07

جيش الاحتلال: عملية الحر العاملي أقوى ضربة لإسرائيل في الجنوب

الاستشهادي الحر العاملي

حمل العام 1988 عدداً كبيراً من عمليات المقاومة التي وصلت الى أكثر من 500 عملية أوقعت مئات الإصابات والخسائر في جيش الاحتلال وعملائه. وقد نفذتها العديد من القوى والجهات التي نهضت لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بعد احتلاله جنوب لبنان واجتياحه للعاصمة بيروت عام 1982. ومن بين أهم هذه القوى كانت المقاومة الإسلامية التي نفّذت العمليات النوعية والجريئة في تلك المرحلة.

كان من بين العمليات النوعية التي وصفها رئيس أركان جيش الاحتلال آنذاك دان شمرون: "إنها ضربة قاسية ومؤلمة لإسرائيل، وقد دفعنا ثمنًا باهظًا ومؤلمًا"، كما قال عنها قائد منطقة المنطقة الشمالية في الجيش يومها يوسي بيلين "إن العملية تعدّ أقوى ضربة توجه للقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان".

تلك كانت العملية الاستشهادية للسيد عبد الله عطوي، المعروف باسمه الجهادي "الحر العاملي". ومن بلدة "مركبا" الجنوبية ومواليدها في العام 1968. نزح الى بيروت في العام 1984 معايشته لانتهاكات جيش الاحتلال وعملائه بحق أهالي الجنوب. انتسب الى التعبئة ليصبح مجاهداً في صفوف المقاومة الإسلامية.  

في 19 من شهر تشرين الأول / أكتوبر عام 1988، اخترق "الحر العاملي" إجراءات الاحتلال الأمنية المشدّدة عند الشريط الحدودي كاسراً فكرة الاحتلال المزعومة حول ما أسماه "الشريط الأمني" لفصل الحدود اللبنانية عن الفلسطينية المحتلّة. وقد نُشر خبر العملية في الصحف مرفقاً بعنوان " الحر العاملي تخطى كلّ الحواجز، ودمّر العدو وأمنه في عقر داره".

انتظر الاستشهادي تجمّع أكبر عدد ممكن من جنود الاحتلال، وعند الساعة 1:25 ظهراً ولحظة التقاء حافلة الاحتلال التي تغادر الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلّة مع أخرى في طريقها من فلسطين الى لبنان عند نقطة "بوابة فاطمة" في قرية "كفركلا"، اقتحم "الحر العاملي" التجمّع بسيارته المحمّلة بمواد شديدة الانفجار تزن حوالي 500 كيلو غرام، كان قد أدخلها الى أقرب نقطة حدودية عبر "وادي السلوقي" بعيداً عن أعين الاحتلال.

أوقعت العملية الاستشهادية عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجنود. فيما رد الاحتلال على العملية بغارات جوية استهدفت المدنيين في الجنوب والبقاع، واعتقلت عدداً من الشباب اللبناني في المناطق المحتلّة.

كانت العملية هدية الشهيد وتلاحماً بين لبنان وفلسطين لمواجهة العدو والمحتل والمشروع الواحد، اذ قال الاستشهادي في وصيته "أهدي هذه العملية للانتفاضة الإسلامية في فلسطين، وأحيي المجاهدين الأبطال الذين صنعوا العزة والكرامة للشعب المسلم في فلسطين ولكل المستضعفين في العالم... يا فتية الانتفاضة الإسلامية، إن الحجارة التي تقاتلون بها العدو الصهيوني هي أقوى من كل سلاح موجود على هذه الأرض. يجب ألا ترهبكم أمريكا وإسرائيل من الموت. فأنتم عشاق الشهادة". وقد شهدت فترة أواخر الثمانينيات انتفاضة شعبية واسعة في الساحة الفلسطينية مثّلت تحولاً كبيراً في تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على وجه الخصوص.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور