الخميس 03 تشرين ثاني , 2022 02:07

فساد واختلاس في حكومة عدن!

رئيس حكومة عدن معين عبدالملك

بعد أسبوعين على عملية الضبة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، وصل وفد عسكري أميركي، إلى حضرموت، أخيراً، بذريعة "تقييم المخاطر الأمنية" الناجمة عن العملية. وعلى ما يبدو ان الولايات المتحدة، قد فضّلت ان تتابع مسار تأمين حركة النفط المنهوب من البلاد، وأمن المنشآت بنفسها، بعد ان فشل وكلاؤها في أداء المهمة.  

ولا يمكن رصد التحركات الأميركية في المناطق التي تضم عدداً من المنشآت النفطية، كحضرموت وشبوة، إلا ضمن إطار المساعي الأميركية في حث الشركات الأجنبية على متابعة اعمالها على الرغم من رفض الأخيرة ذلك، مع علمها بصدق التهديدات التي أطلقتها صنعاء والتي أثبتت عملية الضبة أنها محقة. في حين ان بعض الشركات التي استمعت للإملاءات الأميركية ولم توقف عملية الإنتاج، هي اليوم، في معضلة لوجستية مع امتلاء الخزانات وعدم القدرة على تفريغها او استحداث بديل عنها. تماماً، كشركة بتروليم كالفالي.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الوساطات لحث السعودية والموالين لها في عدن، على ضرورة الاستجابة لشروط صنعاء وتأمين إيرادات المرتبات من العائدات النفطية، دوّت فضيحة اختلاس جديدة ضمن أوساط التابعين للرياض في حكومة عدن. حيث وردت معلومات عن أن عضو "مجلس القيادة الرئاسي"، عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي، أثار قضية فساد كبيرة تمارس في مكتب رئيس الحكومة، التابع للرياض، معين عبدالملك.

وفي التفاصيل، فقد نُقل عن المحرمي -وهو قائد قوات العمالقة- قوله أنه قد ابلغ مجلس القيادة خلال اجتماع، ان لديه معلومات تفيد بأن "مكتب رئيس الوزراء يستولي على 45 مليون دولار شهرياً"، كما دعا لتشكيل لجنة للتحقيق في القضية، إلا ان ذلك لم يحدث إلى الان.

وكشفت المعلومات عن ان قضية الفساد تتعلق بفرض إتاوات غير قانونية على سفن المشتقات النفطية المستوردة عبر ميناء الحديدة، بما ينعكس على مضاعفة معاناة اليمنيين وارتفاع تكلفة الوقود عليهم. وبحسب ما ورد، فإن طرفاً في مكتب عبدالملك يفرض إتاوات تتراوح بين نصف مليون دولار و3 ملايين دولار، مقابل كل توجيه بدخول ناقلة نفط إلى الميناء.

وتأتي هذه التسريبات عقب يوم من اتهام لمعين عبدالملك بالاستيلاء على 45 مليون دولار شهرياً، وتسريب اخر من قبل وزارة المالية التابعة للرياض، عن تورط محافظ عدن أحمد لملس بنهب ٣٠ مليار ريال من ايرادات المحافظة.

وتأتي هذه الصراعات بين الفصائل الموالية للتحالف، لتكشف جانبا من فضائح الفساد ونهب الأموال من قبل قادة هذه الفصائل ومسؤوليها.

ويقول عضو المكتب السياسي في حركة انصار الله، محمد البخيتي، في هذا الصدد، انه في "الوقت الذي لا يزال الزبيدي محتجزا في الرياض، تقوم السعودية بتهيئة الأجواء لمخبرها رشاد العليمي، حيث وصلت إلى قصر معاشيق قوة سعودية مكلفة بحمايته". وأضاف في تغريدة له على موقع تويتر، ان السعودية "تقوم بتفريغ عدن من قوات الدعم والاسناد والصاعقة والعاصفة التابعة للانتقالي، ونقلها لمناطق المواجهة معنا". متسائلاً "متى يصحو الانتقالي؟".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور