الثلاثاء 13 كانون الاول , 2022 03:40

أحمد سعدات: الأسر لم يكبّل كفاحه!

أحمد سعدات

تتميّز الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن أمينها العام أحمد سعدات، الذي انتخب خلفاّ لأمينها العام الأوّل الشهيد أبو علي مصطفى (2001)، أسير في سجون الاحتلال ولا يزال على رأس عمله الكفاحي ويتابع شؤون الجبهة الشعبية، كما كان سابقاً رغم حياة المطاردة والاعتقالات المتكررة، وتصل آراؤه وأفكاره الى قيادة "الجبهة" متجاوزة قضبان السجن وكيان الاحتلال، وقد أعيد انتخابه أخيراً في المؤتمر الثامن للجبهة الشعبية.

فمن هو الأمين العام والأسير أحمد سعدات؟

ولد أحمد سعدات عام 1953 في مدينة البيرة في الضفة الغربية المحتلّة، تخصص بالرياضيات في معهد المعلمين وتخرج منه عام 1975، وكان ناشطاً في الإطار الطلابي خاصة بعد حرب عام 1967.

في العام 1969 انضم الى صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية في المؤتمر الرابع عام 1981، أعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة والمكتب السياسي في المؤتمر الوطني الخامس عام 1993 على الرغم من أنه كان معتقلاً إدارياً، كان عضوا في لجنة فرع الجبهة الشعبية في فلسطين المحتلّة، وصار مسؤولا عن فرع الضفة الغربية منذ عام 1994.

بعد أن اغتال الاحتلال أبو علي مصطفى، توعّد سعدات الاحتلال  بعد مرور أربعين يوماً قائلاً "لن نستحق احترام الشهداء إذا لم يكن شعارنا العين بالعين والسن بالسن والرأس بالرأس. فعهداً لك يا رفيقنا أبو علي أن لا يكون شعارنا أقلّ من الرأس بالرأس".

وبعد هذا الخطاب بفترة قصيرة، نفّذت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عملية نوعية أدت الى مقتل وزير سياحة الاحتلال آنذاك رحبعام زئيفي، وتألف المجموعة المشاركة من، عاهد أبو غلمة، مسؤول الخليّة ومهندس العمليّة، حمدي القرعان الذي أطلق 3 رصاصات في جسد "زئيفي". باسل الأسمر، ومجدي الريماوي الذي كان سائق السيّارة.

حياة المطارة والاعتقال

عاش سعدات حياة المطاردة والاعتقال عدّة مرات قبل الاعتقال الأخير، فقد اعتقل في شباط / فبراير عام 1969 لمدة 3 شهور، وفي نيسان / ابريل عام 1970 لمدة 28 شهر، وفي آذار / مارس عام 1973 لمدة 3 شهور، ثمّ في أيار / مايو عام 1975 لمدة 45 يوم، وأيضاً في أيار/ مايو عام 1976 لمدة 4 سنوات، وبعدها في تشرين الثاني / نوفمبر عام 1985 لمدة عامين ونصف، وفي اّب / أغسطس عام 1989 لمدة 9 شهور، كما في اّب / أغسطس عام 1992 لمدة 13 شهر، في سجون الاحتلال. امّا لدى سجون السلطة الفلسطينية فقد اعتقل سعدات أربع مرات، في كانون الأول / ديسمبر عام 1996 وفي كانون الثاني / يناير عام 1996 وفي أذار/ مارس عام 1996، لكن الاعتقال لم يمنع تسلّم سعدات للمسؤوليات في الجبهة الشعبية.

وبعد تنفيذ الجبهة الشعبية لعملية الرد على اغتيال أبو علي مصطفى، اعتقلت السلطة الفلسطينية سعدات عام 2002 تحت ذريعة قيادة "تنظيم محظور"، وكان سعدات موجود في سجن "أريحا". في العام 2006 حاصرات قوات الاحتلال سجن "اريحا" بعد أن انسحب منه "مراقبون" أمريكيون وبريطانيون، واقتحمت أقسام السجن واختطفت سعدات عدد آخر من الأسرى الفلسطينيين.

الحكم على سعدات 30 عاماً

حمّله الاحتلال ايضاً المسؤولية عن العملية الاستشهادية التي استهدفت "نتانيا" شمال الداخل الفلسطيني المحتلّ في 19 مايو/أيار 2002 وأدت لمقتل 3 مستوطنين وإصابة 56 آخرين.  عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 56.

في 15 آذار / مارس 2006 أعلنت الاحتلال أن سعدات سيقدّم "للمحاكمة". وفي 25 كانون الأوّل / ديسمبر عام 2008، حكم عليه الاحتلال بالسجن 30 عاماً في سجن "عوفر". وحين صدور "القرار" في محكمة الاحتلال، ألقى سعدات خطاباً بحضور وسائل الاعلام العربية والفلسطينية، قال فيه:

"أنا لا أقف لأدافع عن نفسي أمام محكمتكم فقد سبق وأكدت أنني لا أعترف بشرعية هذه المحكمة باعتبارها امتدادا للاحتلال غير الشرعي وفق القانون الدولي اضافة لمشروعية حق شعبنا في مقاومة الاحتلال وهذا الموقف أعيد التأكيد عليه، كما أن هذه المحكمة التي تستند الى قوانين الطوارئ البريطانية لعام 1945 هذه القوانين التي وضعها أحد قادة حزب العمل بعد إقرارها... أنا أقف لأدافع عن شعبي وحقه المشروع في الاستقلال الوطني وحق تقرير المصير والعودة، هذا الحق كفلته الشرعية الدولية والقوانين الإنسانية، أنا أدافع عن حق شعبنا وعن السلام والاستقرار ليس في هذه المنطقة وحسب، بل وأيضا في العالم أجمع، هذا الأمن والاستقرار لا يمكن أن يتحقق لا في فلسطين ولا في المنطقة ولا في العالم ما دامت هناك سياسة تقوم على الاحتلال".

وتابع "هذه المحكمة التي أقف أمامها مجددا اليوم كأحد أدوات قمع شعبنا وقهره وكسر مقاومته مثال لعجز الاحتلال وسياساته عن فرض الأمر الواقع على الشعوب، فعمر هذه المحكمة من عمر الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وإذا ما راجعت الملفات التي تقف أمامها ستجد أن العديد من الملفات يمثل أصحابها للمرة الثانية أو الثالثة بمعنى أن هذه الآلة عجزت عن أن تشكل آلة ردع لمناضل أو لشعب مصمم على النضال من أجل حقوقه".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور