السبت 06 أيار , 2023 02:30

دراما تجسّس إسرائيلية عن القائد عماد مغنية: كيّ الوعي بأسلوب شيّق

أصدرت Show Time مقطعًا دعائيًا رسميًا لفيلم Ghosts of Beirut ، وهو دراما تجسس كتب بأقلام كتاب مسلسل "فوضى" الشهير الذي ضرب أرقامًا قياسية على نتفلكس، حاول الكتّاب الإسرائيليون الذين وصفتهم تايمز أوف إسرائيل بـ "المبدعون"، حاولوا تقديم سردية حول مطاردة أجهزة الاستخبارات لحياة العقل المدبر في حزب الله الحاج عماد مغنية، والذي أكثر ما يشتهر به عالميّا هو استهدافه للقوات الأمريكية أكثر من أي مطارد آخر قبل 9 / 11 ، حيث استعصى على وكالة المخابرات المركزية والموساد ولطالما خادعهم لأكثر من عقدين.

"تضغط على الزر، وتذهب إلى الجنة"، يقول التعليق الصوتي باللغة العربية في مرحلة ما من المقطع الدعائي للمسلسل، حيث يقوم مؤدي شخصية الحاج عماد، المعروف أيضّا باسم الشبح والذي يلعبه هشام سليمان، بالتخطيط للمزيد من العمليات المشابهة. يحتوي المقطع الدعائي على مشاهد إثارة ومشاهد تفجير متسلسلة خلال عدة مراحل تم رصدها في الفيلم، إذ يمتد الخط الزمني لـ Ghosts of Beirut   لعقود، وتُنسج شخصية الحاج عماد "المفترضة"عبر مقابلات مباشرة مع مسؤولين من وكالة المخابرات المركزية والموساد لربط اضطرابات بيروت عام 1980 بعمليات التجسس في الشرق الأوسط. يروى المسلسل الأحداث من وجهات نظر أمريكية وإسرائيلية و"لبنانية" معادية (عملت كاتبة السيناريو اللبنانية جويل توما ككاتبة ومنتجة تنفيذية مشاركة)، استنادًا إلى بحث مكثف للأحداث التي لا تزال سرية، ويتتبع أصول مغنية من الأحياء الفقيرة في الضاحية الجنوبية إلى العقل المدبر لمفهوم "الانتحاريين"، وبرأي المسلسل، هو تكتيك قاتل أدى إلى صعود "الرجل الشبح" السريع كأخطر رجل في العالم. "هذا هو نفس الرجل منذ 25 عامًا، نفس الرجل الذي تفوق علينا منذ ذلك الحين"، قالت الممثلة جاك ريان (دينا الشهابي)، التي تلعب دور لينا في الدراما، لعميل وكالة المخابرات المركزية في مرحلة ما.

Show Time هي شبكة تلفزيونية أمريكية منذ عام 1976 تملكها شبكات باراماونت الإعلامية،  وباراماونت ستريمنغ، تقدم خدمات اشتراكات مدفوعة وتمتلك مجموعة قنوات وبرامج حول العالم ولكن مقرها الأساسي في الولايات المتحدة الأمريكية، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة باراماونت جيم جيانوبولوس، هو من أوائل مؤيدي بايدن وجامع تبرعات للمرشحين الديموقراطيين.

أما مؤلفي المسلسل فهما آفي يسسخاروف وليئور راز، وهما الكاتبان المؤلفان للمسلسل الإسرائيلي الذي يمجّد الاحتلال ويشهد رواجًا في العالم العربي، تمكّنا من أسر المشاهدين العرب رغم أنّ المسلسل يحاكي نشاطات قوات المستعربين التابعة للجيش والشرطة في كيان الاحتلال، وحقق معدلات قياسية في دول عربية عديدة، بعدما مرّ على لجان مقاومة التطبيع مرور الكرام.

جويل توما هي زوجة زياد دويري السابقة، وهو مخرج لبناني اعتاد كتابة أفلامه مع زوجته جويل. وصل إلى الشهرة من خلال أفلامه المثيرة للجدل وآخرها فيلم "الصدمة" الذي شاركت فيه جويل وصوره عام 2012 في "إسرائيل"، عملا من خلاله على تبييض صفحة جرائم القوات اللبنانية.

أما هشام سليمان فهو فلسطيني من مواليد مدينة الناصرة، من عرب 1948، حاضر أمام شبان يهود قبل التجنيد، ضمن الفعاليات التي تنظم لهم في السنة التحضيرية التي تسبق الخدمة العسكرية، وشارك في مسلسل "فوضى" المذكور أعلاه، وكان قد صرّح للقناة العاشرة العبرية بأنه "لن أمنع ابني من التجنيد في الجيش الإسرائيلي في حال أراد ذلك". وشارك في نشاط تربوي لجمعية صندوق أبراهام.

من المتوقع أن يتم إطلاق الفيلم في 9 أيار الجاري، وهو فيلم بلا شك سيحصد الكثير من المشاهدات لما يملك هذا "الشبح" من جاذبية على مستوى الجمهور الغربي أيضّا، بالنسبة للانتربول ووكالة المخابرات الأمريكية، عماد مغنية هو قضية ذاكرة مؤسساتية، والبحث عنه ومعرفته هي مسألة شخصية. إنه لأمر مثير جدًا، معرفة من هو الرجل والذي احتاحت وكالة الاستخبارات المركزية أن تصنع متفجرات مخصوصة مصممة لقتله. خاصة بعدما كشفت واشنطن بوست عن الدور الأمريكي في عملية الاغتيال.

أما بالنسبة للجمهور العالمي المعادي للامبريالية، فهو الملهم الذي خرج من رحم المعاناة، من ظلم ونهب وسرقة واحتلال الهيمنة الأمريكية، ليطارد الأمريكيين، ويقود انتصارات على حروبهم التي تشنها إسرائيل بالوكالة، وعليه، لن يكون لدى شبكة شوتايم حبكة درامية وتوثيقية أكثر دسامة من تاريخ الحاج عماد، ولا أكثر إثارة من مطاردته. إنها من أهم القصص الأمنية الخالدة في التاريخ المعاصر.

ليس معلومًا بعد دقة المعلومات التي سترد في هذا الوثائقي، لكنها بالتأكيد ستعمل على شيطنة هذا الرجل، ولكن مهما استطاع منتجوه من سبيل إلى التضليل، لن يتمكنوا من إخفاء حقيقة أنه مناضل أممي وثائر من الطراز الأول، كما أنهم لن يتمكنوا من إخفاء تفوق هذا العقل الأمني وذكاؤه المتّقد، بالإضافة إلى إخلاصه لشعبه وأمته. وهي مسألة أصبح الجمهور الغربي يعيها أكثر من أي وقت مضى، بعدما أصبح عقله أكثر اتساعًا ونقدًا بفعل التطور الاتصالي وخبراته بالأزمات العالمية.


الكاتب: زينب عقيل




روزنامة المحور