الثلاثاء 23 أيار , 2023 02:21

الأدميرال علي أكبر أحمديان: رجل المرحلة الجديدة

الأدميرال علي أكبر أحمديان

إثر استقالة مفاجئة للأدميرال علي شمخاني من منصبه كأمين للمجلس الأعلى للأمن القومي (بعد 10 سنوات له في هذا المنصب). أصدر رئيس الجمهورية الإسلامية، السيد إبراهيم رئيسي، مرسومًا عيّن بموجبه الأدميرال "علي أكبر أحمديان"، أمينًا جديدًا للمجلس خلفًا لشمخاني. فيما أصدر قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي قراراً يوافق فيه على تعيين أحمديان كممثل له في المجلس بصفة أمين عام، وقراراً آخراً بتعيين شمخاني كمستشار سياسي له، وعضواً في مجلس تشخيص مصلحة النظام.

وبذلك أصبح الأدميرال أحمديان، الأمين العام الخامس لهذا المجلس، الذي يعدّ أهم سلطات القرار في إيران، خاصةً بما يتعلق بالأمن القومي للبلاد وبالعلاقات الخارجية.

فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة وحياة الأدميرال أحمديان؟

_ من مواليد العام 1961 في مدينة بابك بمحافظة كرمان جنوب شرقي البلاد. وخلال أيام دراسته الثانوية في مدينة كرمان، بالإضافة إلى أنشطته الثورية ضد نظام الشاه بهلوي، حصل دائمًا على مرتبة التميز الأكاديمي.

_ في العام 1980، ترك دراسته الجامعية في مجال طب الأسنان، وتوجه للالتحاق بجبهات حرب الدفاع المقدس.

لكنه بعد انتهاء الحرب، أكمل دراسته ليحصل على درجة الدكتوراه في طب الأسنان من جامعة طهران. وبعدها نال درجة ماجستير في علوم الدفاع ودكتوراه في الإدارة الإستراتيجية من جامعة الدفاع الوطني.

_ التحق بحرس الثورة الإسلامية منذ العام 1980، وكان يُعتبر من كبار قادة الحرس بحيث كان مسؤولاً عن مقر نوح. وكان له مشاركة في العديد من العمليات المهمة مثل: الفتح المبين، خيبر، والفجر الإعدادية، والفجر 3، كربلاء 3، وكربلاء 4.

ومنذ تلك المرحلة، كان رفيقًا للشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني في فرقة "ثار الله – 41" التي يقع مقرها الرئيسي في مدينة كرمان.

_خلال الأعوام الأخيرة من حرب صدام على إيران، تم تعيينه بقرار من الإمام الخميني (رض) قائداً لمقر القوة البحرية في حرس الثورة الإسلامية. ولذلك أصبح أحد مهندسي تطوير وتكوين هذه القوة. وقد اشتهر أيضاً، بكونه من أوائل المنظّرين لمفهوم الدفاع غير المتكافئ، ليصبح هذا المفهوم خلال فترة حضوره كَنائب ومن ثمّ كقائد للقوة البحرية (خلفاً لشمخاني أيضاً)، مفهوماً عملياً ومطبّقاً.

ويعود له الفضل بتنفيذ أكبر مناورة للزوارق البحرية الإيرانية، والتي سمّيت بـ "تمرين الاستشهاد البحري العظيم"، التي شارك فيها أكثر من 700 قارب سريع وسفن دعم بحرية تابعة للحرس في منطقة الخليج. وتدرب أفراد البحرية خلالها على عبور عوائق المياه وحقول الألغام والدفاع الساحلي والقيام بعمليات برمائية باستخدام الزوارق السريعة.

كما أن حضوره المتواصل لمدة 15 عامًا في القوة البحرية، جعله معروفًا كخبير في مجال الملاحة والصواريخ.

_في العام 2000، انتقل بقرار من الإمام الخامنئي لترأس هيئة الأركان المشتركة لحرس الثورة، فاستطاع تحقيق تحول هائل في الهيكل الإداري والقدرة التنظيمية لهذه المؤسسة في أبعاد مختلفة، خلال فترة بقائه في هذا المنصب، والتي استمرت 7 أعوام. وخلال هذه الأعوام أيضاً، تولى لسنتين مسؤولية قيادة جامعة الإمام الحسين (ع) الخاصة بتخريج ضباط حرس الثورة الإسلامية.

_ في العام 2007، تولى رئاسة المركز الإستراتيجي لحرس الثورة الإسلاميّة لمدة 16 عاماً. وقد ساهم من خلال هذا المركز في إعداد الكثير من الخطط المهمّة على صعيد الجمهورية الإسلامية بشكل عام، لا سيما بما يتعلق باكتشاف الأفكار والحلول للقضايا الاستراتيجية للبلاد مثل المياه والغذاء والزراعة، إلخ. ويُشهد له بتقديم خطة تعد من الأكثر تقدمًا في العالم في مجال الإنتاجية الزراعية وخفض استهلاك المياه بنسبة 50٪ ، بالإضافة إلى إنجازات مهمة أخرى في مجالات الصحة والطب والطاقة وأشياء أخرى كثيرة بالاعتماد على قدرات الوطنية.

وفي نفس العام أيضاً، فرضت علية الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي عقوبات/ كونه من الأعضاء الأساسيين في حرس الثورة الإسلامية.

وفي 24 آذار / مارس 2007، وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1737، تم "معاقبته" كأحد الأعضاء المرتبطين بالحرس الثوري الإسلامي. ثم في عام 2015، تم "معاقبته" مرة أخرى بموجب القرار رقم 2231 الصادر عن نفس المجلس. لكن بناءً على خطة العمل الشاملة المشتركة (المعروفة بالاتفاق النووي الإيراني)، أُدرج اسمه في اللائحة التي تضم 23 مسؤولًا عسكريًا في الجمهورية الإسلامية، والذين تم إعفاؤهم تلقائيًا من حظر السفر الدولي.

وفي مطلع شهر آذار / مارس من هذا العام 2023، فرضت عليه الإدارة الأمريكية منعاً من السفر إليها، بذريعة القانون المعروف باسم "الحد من التهديد الإيراني وقانون حقوق الإنسان السوري" (2012).

_ في الـ 20 من أيلول / سبتمبر من العام الماضي، كان من بين الأعضاء الـ 5 الجُدد، الذين عيّنهم الإمام الخامنئي في مجمع تشخيص مصلحة النظام.

وهو يُعرف بأنّه أحد أكثر الشخصيات إلماماً بشؤون الأمن القومي، ويحظى أيضاً باضطلاع إستراتيجي على القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد. ومن خلال مسيرته وعلاقته الوثيقة بالإمام الخامنئي، فإن قرار تعيين أحمديان يعني توكيله مهام التحول والتقدم في مختلف المؤسسات التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي، بما يتناسب مع التغييرات الإقليمية والعالمية الحساسة.


مرفقات


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور