الأربعاء 31 أيار , 2023 03:26

حكومة الإنجاز العراقية: خطوات تُثبت الشعارات

مجلس التنسيق السعودي العراقي

منذ بداية عهد الرئيس محمد شياع السوداني كرئيس لمجلس الوزراء، يشهد العراق حراكاً اقتصادياً لافتاً، يؤكد بأن شعار "حكومة انجاز"، قيد التنفيذ على قدم وساق، من أجل تحسين حياة العراقيين.

وبعكس كلّ الافتراءات التي وجهت للحكومة حتى قبل تشكيلها أصلاً، بأنها ستعتمد سياسات خارجية واقتصادية، ستكون تداعياتها خطيرة على البلاد. نجح الرئيس شياع السوداني في دحضها، من خلال اتباعها سياسةً منفتحة وفريدةً في العلاقات الدولية والإقليمية والعربية، لا تقطع الصلّة مع أي دولة، بل العكس تماماً، وتؤدي الى بسط مساحة لتلاقي الدول الأخرى عليها، من خلال رعاية القمم والمؤتمرات الدولية والإقليمية، وهو ما شهدناه في مؤتمر "طريق التنمية" مؤخراً.

وفي مقدمة العلاقات العراقية الخارجية اللافتة، ما استطاع الرئيس شياع السوداني تحقيقه على مستوى العلاقة مع السعودية، بشكل خالف توقعات البعض، بأن لا مجال لوجود مستوى متقدم للعلاقة ما بين بغداد والرياض، بعد انتهاء عهد رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي، وبشكل كذّب مزاعم البعض الآخر أيضاً، بأن الجمهورية الإسلامية في إيران لن يعجبها تطور هكذا علاقات وأنها ستعمد إلى عرقلتها حتماً!!

مجلس التنسيق السعودي العراقي

تطور علاقات الدولتين هذا، يتجلى بشكل كبير من خلال مجلس التنسيق السعودي العراقي، الذي استضافت مدينة جدة السعودية منذ أيام، أعمال الدورة الخامسة له، والتي انتهت في 25 أيار / مايو الجاري، وشهدت العديد من الاتفاقيات والمؤشرات، التي من شأنها أن تعود بالمنافع على الجانبين سياسياً واقتصادياً.

وفي البيان الختامي للمجلس، عبّر الجانبان عن حرصهما على استمرار العمل المشترك في العديد من المجالات، لا سيما النقل والطاقة والتعليم والمصارف والربط الكهربائي والتجارة وغيرها. مشيدين بارتفاع قيمة التجارة ما بين البلدين إلى 1.5 مليار دولار خلال العام 2022، بزيادة قدرها 50% مقارنة بالعام 2021.

وعلى صعيد قطاع الطاقة، تم الاتفاق على مساهمة شركة أرامكو السعودية في تطوير حقل "عكاز" الغازي بمحافظة الأنبار (غرب البلاد)، بهدف رفع الطاقة الإنتاجية لهذا الحقل إلى 400 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا، للإسهام في تقليص اعتماد العراق على الغاز المستورد لأغراض إنتاج الطاقة الكهربائية.

كما جرى التطرق خلال جلسة المجلس هذه، الى تعزيز التعاون المشترك ما بينهما، في مجالات النقل والخدمات اللوجستية وإقامة الشراكات الأكاديمية والبحثية بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في البلدين.

أمّا بالنسبة لملف الربط الكهربائي، فقد تم الاتفاق على توسعة محطتي عرعر واليوسفية، التي تعتبر نقاط الربط معها. وستكون المرحلة الأولى للربط الكهربائي بقوة ألف ميغاوات، عبر محددات نقاط الربط ومسارات الخطوط التي ستكتمل قريباً. ومن جانب آخر، جرى الاتفاق على استمرار المشاورات واللقاءات، لتنفيذ مشروع نبراس الشرق للبتروكيماويات في البصرة، الذي سبق وأن تم الاتفاق حوله بشكل مبدئي مع شركة شل، منذ العام 2012!

ونشير هنا الى أن المشروع الأخير من المفترض تنفيذه قرب موانئ ام قصر، ومقدّر له أن يكون رابع أكبر مصنع للبتروكيمياويات في العالم والأكبر على مستوى المنطقة. وتقدر تكلفة إنشاؤه بـ 11 مليار دولار، اما الارباح المتوقعة فهي أكثر من مليار دولار سنوياً، وما بين 70 - 110 مليار دولار خلال مدة عمل المشروع.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور