الإثنين 21 نيسان , 2025 03:42

مصر بين أميركا ومحور المقاومة ما بعد طوفان الأقصى

مصر والولايات المتحدة الأميركية

ظهرت الأهمية الجیوستراتیجية للشرق الأوسط في العقل الأميركي في تصريح أدلى به (الفريد ماهان - Alfred Mahan) يقول: "إن الشرق الأوسط سواء كمفهوم استراتيجي أم كموقع على الحدود الجنوبية للبحر المتوسط وآسیا هو مسرح مواجهة استراتيجية بین القوى المتصارعة التي تسعى للهيمنة على المجالات الجيوسياسية في الإقليم."، ثم ازداد الاهتمام الأميركي بالمنطقة عامة ومصر بصفة خاصة مع بداية تدني النفوذ البريطاني العالمي، عندها بدأ التوجه الأميركي لاستخدام مصر كقوة يمكن تبادل المصالح معها بعد ثورة يوليو 1952 وظهور الدور البارز القيادي لمصر في المنطقة بفضل ذياع خطاب "القومية العربية"، فأعلنت أميركا تأييدها لثورة يوليو ورفضها التدخل الأجنبي لحماية المَلَكية وتبرعت بمبلغ 100 ألف دولار لصالح الثورة، عن ذلك كتب (مايلز كوبلاند - Miles Copeland Jr.) في مذكراته: "أن واشنطن كانت في غاية السعادة بحركة الجيش"، وتدريجيًّا زادت المساعدات والقروض الاقتصادية والتنموية لمصر كجزء من "خطة مارشال" التي تقوم في الظاهر على تقديم المساعدات من أجل الأمن والاستقرار وتطبيق مبادئ الديمقراطية والقيم الأميركية؛ ووراءها هدف أكبر هو تأطير مصر كقوة حليفة للولايات المتحدة في منطقة "الشرق الأوسط" الحيوية.

لم تستمر العلاقة الإيجابية طويلًا، وبالرغم من أن المواقف الأميركية اتسمت بالاعتدال في أول نزاع لمصر مع "الكيان المؤقت" في حرب عام 1956، لكن ذلك كان بالتوازي مع سعي الولايات المتحدة لتحجيم الدور المصري واحتوائه، حتى اضطرت الولايات المتحدة في 1960 إلى الانحياز الكامل لـ "إسرائيل" حتى لو أدى ذلك إلى توتر العلاقة بين البلدين بسبب ممانعة مصر توظيف دورها النشط وإمكانيات قوتها الناعمة في تغيير موقف العرب في المنطقة تجاه "إسرائيل"، ثم كانت ذروة الخلاف المصري - الأميركي عندما سعت مصر للحصول على صفقات سلاح من الاتحاد السوفيتي وإعلان (عبد الناصر) عدم الامتثال لإرادة الولايات المتحدة في الاعتراف بـ "إسرائيل"، ثم تعمق الخلاف بسبب مساعدة الولايات المتحدة لـ "إسرائيل" في حرب 1967، وخلال هذه الفترة زاد التقارب السوفيتي - المصري الذي ساعد مصر لاحقًا في حرب الاستنزاف من 1969-1970، ومَدَّها بالسلاح والمدفعيات ضد "إسرائيل"، إلا أنه مع رحيل (عبد الناصر) ومجيء (السادات) بدأت الفجوة تتسع بين موسكو والقاهرة؛ لإدراك الأخيرة أن الدعم الروسي سيظل دائمًا أقل من المطلوب.

بعد وفاة (جمال عبد الناصر) وفي الفترة من (0197 - 2008): حدث التحول التام في العلاقة الأميركية - المصرية وتوجهها غربًا، ففي أواخر 1970 بدأ (السادات) يعبر عن موقف مصر "الحيادي من أجل دعم السلام" في ظل النزاع بين القوتين العظميتين (الحرب الباردة)، حتى عام 1972 حين حدث التحول الكبير عندما طرد (السادات) الخبراء السوفييت وقام بتأميم المنشئات السوفيتية - المصرية. وبعد انتهاء حرب تشرين/أكتوبر 1973 أعلن (السادات) التوجه الاستراتيجي الجديد لمصر نحو الولايات المتحدة من خلال إعلانه في خطاب أمام مجلس الشعب المصري مبدأ: "أن 99% من أوراق اللعبة بيد أميركا".

تحاول هذه الدراسة المرفقة أدناه، رسم معالم مصر وتموضعها على الخريطة الجيوسياسية العالمية بين أميركا ومحور المقاومة. وتحاول استكشاف دوافع وديناميات العلاقات المصرية - الأميركية، وتأثيرها على هوية الدولة وطريقة تعاطيها مع مهددات الأمن القومي المصري، وتأثيرها على سياستها الخارجية والداخلية من خلال:

- سرد موجز تاريخي مختصر يحكي كيف تحولت حركة "الضباط الأحرار" من حركة ثورية في المعسكر الشرقي صنعت ودعمت حركات التحرر في إفريقيا، وصولًا إلى "النظام الحالي".

- وكيف ترى الولايات المتحدة مصر اليوم؟

- وكيف يرى النظام المصري التحديات الإقليمية ومهددات الأمن القومي للبلاد؟

- وكيف صاغ النظام المصري سياسته الخارجية وعلاقاته مع القوى الإقليمية؟

- وكيف أثر هذا التموضع الجيواستراتيجي على البنية الاجتماعية وعلى العلاقة بين الحاكمين والمحكومين؟

- وكيف رأى علماء نفس الاجتماع وعلماء تاريخ الاجتماع أبعاد الشخصية المصرية؟

- وما هي التوقعات منها في ظل الظروف الحالية الاقتصادية والسياسية؟

- وكيف ستكون استجابتها للسيناريوهات المفترضة (حدوث حرب عالمية - التقارب الإيراني - انهيار النظام المصري..)؟

- وما هي القوى الاجتماعية المؤثرة في الشارع المصري؟ وما هو حجمها الحقيقي وطريقة اتصالها بالجماهير وقوة تأثيرها؟ ومدى قربها أو بعدها من محور المقاومة ودوافعها نحو ذلك؟

- والسؤال الأهم.. متى وكيف قد تتحرر مصر؟

لتحميل الدراسة من هنا


الكاتب: شادي علي




روزنامة المحور