الثلاثاء 15 تموز , 2025 06:27

معسكر "تسيبوريت": في مرمى الصواريخ الإيرانية

منطقة الناصرة التي تقع فيها قاعدة تسيبوريت الإسرائيلية
في خضم العدوان الإسرائيلي على إيران والذي استمر لمدة 12 يوم في شهر حزيران/يونيو، وفي سياق الرد الإيراني على العدوان تكشفت مؤخراً أسماء بعض المواقع الإسرائيلية التي تعرضت للاستهداف ولم يفصح الاحتلال حينها عنها، ومن ضمن هذه الأهداف برز اسم معسكر تسيبوريت كموقع عسكري حساس استهدفته الصواريخ الإيرانية. هذا المعسكر، الذي لا يُعرف كثيراً في الإعلام، يحظى بأهمية استراتيجية في العقيدة العسكرية الإسرائيلية، ما يجعل استهدافه تطوراً نوعياً. موقع المعسكر يقع معسكر تسيبوريت في الجليل الأسفل، بالقرب من مدينة "نتسيرت عيليت" (الناصرة العليا)، ضمن منطقة شمال فلسطين المحتلة يتمركز على تلة مرتفعة تُشرف على مناطق واسعة من شمالي فلسطين، ما يمنحه ميزة استراتيجية في الرصد والمراقبة. كما يُعد قريباً من عدة قواعد أخرى تشكل ما يسمى بـ "الجدار العسكري الدفاعي الشمالي" الذي أقامته "إسرائيل" على الحدود مع لبنان. وظيفة المعسكر معسكر تسيبوريت ليس قاعدة تدريبية عادية، بل يُستخدم كمركز رئيسي لما يُعرف بـ "الاستخبارات الميدانية الشمالية" في جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقد لعب دوراً متقدماً في جمع المعلومات، إدارة الصور الجوية، مراقبة التحركات عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار، وتحليل البيانات الخاصة بجبهة لبنان وسوريا. كما يُعتقد أن المعسكر يحتوي على وحدات من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، إلى جانب قسم من الوحدة 8200 المتخصصة بالتنصت والتجسس الإلكتروني، ما يجعله جزءاً من منظومة القيادة والسيطرة العسكرية الإسرائيلية في الشمال. هل تعرض للاستهداف؟ في الحرب الأخيرة بين إيران وكيان الاحتلال، أفادت مصادر عسكرية أن معسكر تسيبوريت كان من بين المواقع التي رُصد تعرضها لهجمات صاروخية دقيقة ولهجمات بالطائرات المسيّرة. ورغم تكتّم الإعلام العبري عن الأضرار، إلا أن تسريبات أمنية وتدوينات لناشطين أشارت إلى تضرر بعض منشآته، وانقطاع جزئي في شبكة اتصالات القيادة في الشمال لساعات. هذا الاستهداف لم يكن مفاجئاً، فقد أكد حرس الثورة الإسلامية سابقاً على امتلاكه لبنك أهداف يضم مراكز استخبارات وتحكم، وليس فقط المواقع العسكرية التقليدية. وقد أثبتت إيران، من خلال استهدافه، أنها تملك القدرة الاستخبارية والعملياتية على ضرب البنية التحتية الأمنية الإسرائيلية الحساسة. دلالات الاستهداف استهداف هذا النوع من القواعد يفتح الباب أمام تساؤلات حقيقية داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية: إلى أي مدى باتت المعلومات الاستخباراتية الخاصة بهذه المواقع مكشوفة؟ وما مدى نجاعة منظومة الدفاع الجوي في حماية المواقع؟ وهل تضع هذه المرحلة الجديدة العمق الأمني الإسرائيلي في مرمى النيران؟

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور