في تطوّر لافت يعكس استمرار الطموحات العسكرية والتكنولوجية الإيرانية، أقدمت طهران على اختبار صاروخ ناقل للأقمار الصناعية لأول مرة منذ الحرب الأخيرة مع "إسرائيل" المعروفة بـ "حرب الـ 12 يوماً". يأتي هذا الاختبار، الذي تم باستخدام صاروخ "قاصد" ذو الوقود المزدوج، في ظل تصاعد القلق الأميركي من أن هذه الأنشطة الفضائية قد تمثل غطاءً لتطوير صواريخ باليستية بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية. المقال الذي نشرته مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" وترجمه موقع الخنادق الإلكتروني، يتحدث عن هذه التجربة وقلقه منها لأنها تدل على استعادة إيران لزمام أمورها العسكرية وحرصها على تطوير برامجها -حفاظاً على أمنها واستقرارها بالدرجة الأولى وليس كما يدعي المقال لمهاجمة أوروبا وما شاكل- وإن الادعاءات التي قدمها بعض الخبراء في هذا المقال حول دلالات التجربة ما هي سوى ذرائع لتبرير أي عدوان مستقبلي على إيران، وتثبت هذه التجربة استمرار الجمهورية الإسلامية في تحدي الغرب، وتعزيز قدراتها الاستخباراتية والدفاعية وتطوير ترسانتها العسكرية تحسباً لأي عمل هجومي في المستقبل ضدها.
النص المترجم:
إيران تختبر صاروخ ناقل للأقمار الصناعية: قامت إيران في 21 تموز/يوليو بأول اختبار لصاروخ إطلاق فضائي منذ حرب الـ 12 يوماً مع "إسرائيل" في حزيران/يونيو، حيث أطلقت صاروخها ناقل القمر الصناعي "قاصد" في رحلة مدارية. وأفادت وكالة "تسنيم" الإخبارية التابعة للدولة الإيرانية بأن هذا الاختبار سيُستخدم "لتحسين أداء الأقمار الصناعية وأنظمة الفضاء في البلاد". وفي أيلول/سبتمبر 2024، أطلقت قوات الحرس الثوري الإيراني - القوة الجوية الفضائية قمراً صناعياً إلى الفضاء باستخدام صاروخ "قائم-100" ذو الوقود الصلب.
وهو صاروخ ذو ثلاث مراحل يستخدم الوقود السائل في المرحلة الأولى والوقود الصلب في المرحلتين الثانية والثالثة. وتثير عمليات الإطلاق الإيرانية لمثل هذه الصواريخ قلق الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، لأن تقنيتها توفر مساراً محتملاً لتطوير صاروخ باليستي عابر للقارات، والذي يمكن أن تستخدمه الجمهورية الإسلامية في المستقبل لحمل سلاح نووي.
إيران شنت حرباً بالصواريخ الباليستية: أطلقت إيران نحو 550 صاروخاً باليستياً باتجاه "إسرائيل" وأكثر من عشرة صواريخ على قاعدة العديد الأمريكية في قطر خلال حرب الـ 12 يوماً. وبعد عملية "الأسد الصاعد"، أعلنت قوات "الدفاع" الإسرائيلية أنها "دمرت حوالي نصف مخزون إيران من الصواريخ الباليستية، وثُلثي منصات إطلاق الصواريخ، والمرافق الرئيسية لإنتاج الصواريخ".
آراء خبراء مركز الدفاع عن الديمقراطيات حول صاروخ "قاصد:
برادلي بومان، المدير الأعلى لمركز القوة العسكرية والسياسية
"برنامج المركبات الفضائية الإيرانية ليس مشروعاً علمياً بريئاً. زيادة القدرة على وضع أنظمة في الفضاء سيقوي قدرات النظام على المراقبة والاستطلاع والهجوم والدفاع، كما أنه يفتح مساراً محتملاً لتطوير صاروخ باليستي عابر للقارات. هناك سبب وحيد لرغبة إيران في امتلاك صاروخ عابر للقارات، وهو القدرة على ضرب الولايات المتحدة".
بهنام بن طالب لو، المدير الأعلى لبرنامج إيران وزميل أول
"اختبار المركبة الفضائية الأخير هو دليل قاطع على أن بعد حرب الـ 12 يوماً، لم تتغير حسابات إيران. الجمهورية الإسلامية لا تزال ملتزمة باستخدام برنامجها الفضائي لإخفاء سعيها وراء أسلحة استراتيجية طويلة المدى تتجاوز الحد الذاتي المسموح به البالغ 2000 كيلومتر، والتي يمكنها في النهاية تهديد أوروبا وأراضي الولايات المتحدة".
سعيد قاسمي نژاد، المستشار الأعلى للشؤون الإيرانية والاقتصاد المالي
"هذا الاختبار الأخير يؤكد أن طهران لا تزال ملتزمة بإعادة بناء وتوسيع برنامج الصواريخ، كما أكد مسؤولون في النظام مراراً. ولحماية المصالح الوطنية الأمريكية، ينبغي على واشنطن وحلفائها اتباع نهج مزدوج: عمليات عسكرية لتقويض البنية التحتية والقدرات، وضغط اقتصادي مكثف لحرمان النظام من الموارد المالية اللازمة لتطوير البرنامج".
جاناتان سايه، محلل أبحاث
"استعراض الجمهورية الإسلامية لقدراتها الصاروخية هو رسالة تحدٍ للخصوم الخارجيين وأداة لتوطيد النظام داخلياً. مع ترقب الحكومات الغربية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة عبر آلية الإعادة السريعة، يوجه عرض القوة هذا رسالة إلى واشنطن والقوى الأوروبية و"إسرائيل". وفي الوقت ذاته، يسعى النظام إلى بث رسائل قوة لطمأنة قاعدة دعمه داخل إيران وخارجها".
المصدر: مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات