السبت 28 حزيران , 2025 01:09

هكذا تحاول أمريكا حماية إسرائيل فضائياً!!

أعاد اندلاع العدوان الإسرائيلي الأمريكي على الجمهورية الإسلامية في إيران، تسليط الضوء على الحماية الأمريكية المفروضة على الكيان المؤقت من شركات الأقمار الاصطناعية التجارية، بحيث لا يُمكن للصحافيين أو الهواة، إيجاد أي صورة جوية لمناطق فلسطين المحتلة ذات جودة عالية فقط في هذه المنطقة. ولسخرية الموقف فإنه يمكن إيجاد صور عالية الدقة للبنتاغون الأمريكي، لكن سيستحيل ذلك لمنطقة تل أبيب.

وتتجلى الحماية الأمريكية بواسطة القانون الذي يمنع عرض صور عالية الدقة لإسرائيل من قبل شركات الأقمار الصناعية التجارية، والذي يُعرف باسم "تعديل كيل-بينغهام" (Kyl-Bingaman Amendment – KBA)، وهو تعديل أُضيف إلى قانون تفويض الاستخبارات للعام 1997 في الولايات المتحدة الأمريكية.

فما هي أبرز تفاصيل هذا القانون؟

_اسم القانون الكامل:

Kyl-Bingaman Amendment to the National Defense Authorization Act for Fiscal Year 1997.

_الهدف من التعديل: منع الشركات الأمريكية من بيع أو عرض صور أقمار صناعية عالية الدقة لإسرائيل تفوق دقة ما هو متاح من مصادر أجنبية علنية.

_النص الأساسي للتعديل: لا يُسمح للشركات الأمريكية بأن تبيع أو تنشر صوراً لإسرائيل تكون بدقة أعلى مما هو متاح تجارياً من مصادر دولية غير أمريكية.

_النتيجة العملية: أدى هذا التعديل إلى تقليل دقة الصور التي توفرها الشركات الأمريكية (مثل Maxar وPlanet Labs) للمنشآت الإسرائيلية مقارنة بدول أخرى، ما يجعل من الصعب على الباحثين والصحفيين الوصول إلى صور عالية الدقة لتلك المناطق.

_من الجهة الأمريكية التي كانت خلف التعديل: سُمّي هذا التعديل باسم السيناتور الجمهوري جون كيل (Jon Kyl) والسيناتور الديمقراطي جيف بنغهام (Jeff Bingaman)، وهما من طرحاه ودعما تمريره.

_حتى وقت قريب، كانت دقة الصور المسموح بنشرها لإسرائيل لا تتجاوز 2 متر لكل بكسل، بينما لبقية دول العالم يمكن أن تصل إلى 30 سم لكل بكسل.

في 2020، رفعت الإدارة الأمريكية الحد الأدنى للدقة المسموح بها، بعد أن بدأت شركات غير أمريكية مثل Airbus وBlackSky وغيرها توفر صوراً بدقة أعلى، مما أضعف مبرر الحظر، لكن لا يزال التعديل معمولاً به بشكل ما.

_الحد الأقصى لبيع الصور الفضائية لإسرائيل من قبل شركات أمريكية الآن هو 0.4 متر GSD، وهو ما يطابق الحد الذي توفره المصادر غير الأميركية حتى منتصف العام 2025.

_لم يُجرَ أي تعديل إضافي في مشروعات قانون تفويض الدفاع الوطني لأعوام 2024–2025 (NDAA FY2024، FY2025)، سواء بهدف رفع أو خفض هذا الحد.

فكيف استطاعت الجمهورية الإسلامية في إيران وباقي مكونات المحور المقاومة من الحصول على صور جوية للكيان؟

ومن المؤكّد بأن الحصول على صور فضائية دقيقة لإسرائيل، لم يكن بالأمر السهل على محور المقاومة والجمهورية الإسلامية في إيران، لكنه أصبح ممكنًا بفضل الجهود الحثيثة ونتيجة لمجموعة من العوامل التقنية والسياسية والاستراتيجية.

وبشكل نظري، هذه أبرز العوامل:

1)الاستفادة من السوق غير الأمريكي: مثل الشركات الأوروبية والآسيوية

2)التعاون مع دول حليفة تمتلك قدرات فضائية مثل روسيا والصين

3)الاقتدار الذاتي الإيراني: فالجمهورية الإسلامية في إيران، تمكنت من تطوير برنامج فضائي محلي، وأطلقت عدة أقمار صناعية مثل "نور 1" و"نور 2" بواسطة القوة الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الإسلامية. وبالرغم من أن هذه الأقمار ما زالت في بداياتها، إلا أن بعضها يوفر صور بدقة عالية، بما يكفي لمراقبة منشآت عسكرية أو قواعد جوية كبرى. كما تسعى إيران لتحسين قدراتها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجة الصور لتحسين الدقة.

4)يُمكّن بناء بنك أهداف متكامل باستخدام طائرات الاستطلاع دون طيار التي تعطي نتائج أفضل بكثير من الصور الجوية، وقد برزت إمكانيات إيران وحركات المقاومة خاصة حزب الله، جلياً في هذا الموضوع مثل "طائرة هدهد" على سبيل الذكر لا الحصر.


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور