حاولت المقاومة تنفيذ عمليات أسر لتحرير الأسرى المتبقين في السجون الإسرائيلية كان أحدها كمين الغجر في 21 تشرين الثاني من العام 2005، الذي أسفر عن قتل أحد جنود الاحتلال وأربعة من المقاومين في عملية بطولية تجاوزت قواعد اللعبة ووجهت إهانة جديدة للعدو الإسرائيلي على الرغم من عدم تحقيق هدف الأسر. والذي تحقق فيما بعد في عملية الوعد الصادق في تموز 2006.
مسار العملية
كانت ليلة عيد الفطر، عندما بادر جيش الاحتلال الإسرائيلي الى إجراءات خاصة على طول الحدود البرية والبحرية مع لبنان، مع فرقة إضافية من سلاح الجو ووحدة رصد الاتصالات تعمل دون توقف. والجنود الاحتياط استبدلوا بقوات خاصة، وشعبة الاستخبارات في القيادة الشمالية واصلت بث الإنذار تلو الآخر: حزب الله يستعد لعمل ما في منطقة النزاع، ويقصد هنا، منطقة مزارع شبعا، والتقدير السياسي لدى القيادة العسكرية والأمنية لجيش الاحتلال يقول، إنه وبناء على ما هو متوافر من معطيات ميدانية وأمنية، فإن حزب الله باشر عملية عسكرية أمنية هدفها المركزي، أسر جنود، وهدفها التكتيكي، توجيه إهانة جديدة الى الجيش، وهدفها الاستراتيجي تجاوز قواعد اللعبة.
المكان، قرية الغجر، البلدة المقسومة الى شطرين، واحد سوري لا يزال تحت الاحتلال وواحد لبناني، وتحيط بها من ثلاث جهات مواقع وحواجز إسرائيلية، بينما يظل الجانب الشمالي مفتوحا على الأراضي اللبنانية. انطلقت مجموعات المقاومة في تنفيذ خطة محسوبة: مجموعة اقتحام تقوم بالاشتباك الأساسي التمهيدي، ثم تولت وحدات المدفعية قصف الموقعين بكثافة نارية حاسمة، فيما قصفت مجموعات الاسناد الناري كل المواقع الإسرائيلية في منطقة المزارع. فانقطع ضبط الاتصال والتنسيق بين مجموعات الجيش الإسرائيلية.
حتى هذا الوقت، كانت الأمور تسير بشكل حسن. لكن مجموعة الاقتحام، واجهت نيران الكمين المفاجئ، حيث أطلق الجنود رصاصات قاتلة على أربعة مقاومين. نجحت المقاومة في التوغل الى حيث تفترض اسرائيل أنها أمكنة محرمة، أسفرت عن قتل العريف ديفيد ماركوفيتش.
-
-
-