في هذا اليوم، ارتكب صدام حسين وقواته، واحدةً من أكثر الجرائم والمجازر وحشيةً، حينما قصفوا مدينة حلبجة في إقليم كردستان العراق، بقذائف كيميائية من صناعة فرنسية (تحتوي على خليط من غاز الخردل والسارين وغازات الأعصاب)، مما أدى إلى سقوط حوالي 5 ألاف شهيد من المدنيين الأبرياء والعزل، الذي كانوا يسكنون تلك المنطقة. كما أظهرت النتائج الأولية من الدراسات الاستقصائية للمنطقة المنكوبة، زيادةً في معدل تسجيل الإصابة بمرض السرطان والتشوهات الخلقية في السنوات التي تلت الهجوم.
هذه الحادثة الأليمة جرى تشبيهها، بما حصل في مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين، بعد إلقاء الولايات المتحدة الأمريكية عليهما قنابل ذرية، لأنها كانت أكبر هجوم بالأسلحة الكيماوية في التاريخ موجه ضد منطقة مأهولة بالسكان المدنيين.
وقد جاءت هذه العملية في إطار حملة أطلق عليها جيش صدام اسم "الأنفال"، وهي محاولة منهم لصد عملية "والفجر 10" الإيرانية الناجحة خلال حرب الدفاع المقدس، بحيث وقع الهجوم الكيميائي بقيادة إبن عم صدام حسين علي حسن المجيد الذي لُقب فيما بعد بـ"علي الكيماوي" (أدين بعد سقوط النظام بتهمة إصدار الأوامر بالهجوم، وأعدم خلال العام 2010)، بعد 48 ساعة من سيطرة الجيش الإيراني بقيادة الشهيد القائد "صياد الشيرازي" على المدينة.