السبت 31 تموز , 1909

استشهاد الشيخ فضل الله النوري

في مثل هذا اليوم، بسبب معارضة الشيخ فضل الله النوري للحكومة القاجارية في إيران، ودوره في ثورة التنباك الشهيرة، قامت السلطات بصلبه وإعدامه في ساحة المدفعية بطهران، بفتوى من أحد علماء رجالات السياسة آنذاك، وبعد محاكمة صورية أُجريت له. ليتم من بعدها بحوالي سنة ونصف دفن الشهيد الشيخ النوري سراً، في مرقد السيدة فاطمة المعصومة (ع) في مدينة قم المقدّسة.

ويعدّ الشيخ النوري من أبرز العلماء الذين نادوا بالإسلام السياسي، ضد محاولات التحريف العلماني والاستعماري، واعتبر البعض استشهاده نقطة تحول في تاريخ إيران الإسلامية.

فخلال ثورة التنباك كان الشيخ النوري حلقة الوصل المهمة بين مركز المرجعية الشيعية في سامراء برئاسة المرجع الميرزا محمد حسن الشيرازي وبين طهران، حتى ان بعض البرقيات المُرسلة بين المدينتين خلال تلك الفترة كانت تُحفظ لديه.
وقد كان الشيخ النوري معارضاً لحركة المشروطة، لِما رأى فيها من أضرار ونوايا بعض القائمين عليها ضد الإسلام والمسلمين، من خلال سعيهم الى علمنة البلاد. واشتهر قوله حينها: "المشروطة ليست مشروعة". وقد كان لخطاباته وكتاباته إلى الزعماء والرؤساء تأثير بالغ في منع الناس من التصويت على هذا المشروع.

وقد حاول أعداؤه خلال حياته اغتياله مرة واحدة، ولكنه نجا خلالها بفضل تضحية من حوله في حمايته، فأصيب بفخذه، وأُلقي القبض على الجاني، لكنه لم يرض بقتله، بل أمر بإطلاق سراحه.

أما استشهاده، فقد أثار صدمةً في نفوس علماء الدين، لاسيما أولئك الذين كانوا مؤيدين لحركة المشروطة، حيث بيّن لهم هذا الاستشهاد الوجه الحقيقي للسلطة، وأن ما كانوا يطمحون اليه من خلال هذا المشروع هو عكس ما تنوي السلطة تحقيقه، لذا تخلى بعض العلماء عنها.

مقالات مرتبطة

موقف الشهيد الشيخ فضل الله النوري عند اعدامه

سيرة وحياة الشهيد الشيخ النوري


الصور


روزنامة المحور