في الـ 13 من شباط / فبراير من العام 1991، ارتكبت الإدارة الأمريكية في عهد رئيسها جورج بوش الاب مجزرة بشعة بحق المدنيين في العاصمة العراقية بغداد، خلال حرب الخليج الثانية، حينما قصفت الطائرات الأمريكية ملجأ العامرية "ملجأ الرقم 25 في حي العامرية"، في الساعة الـ 4:30 فجراً، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 400 شخص غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، لتضاف هذه الجريمة إلى السجل الطويل لجرائم الأمريكيين.
وتمت الغارة بواسطة طائرتين حربيتين من نوع أف-117، تحملان قنابل ذكية تم استخدامها وتجربتها للمرة الأولى، بهدف خرق التحصينات.
وكعادتها تذرعت واشنطن لتبرير هذه المجزرة، بأنها كانت تستهدف مراكز قيادية تابعة لنظام صدام حسين، لكن أثبتت الأحداث أن تدمير الملجأ كان متعمداً مع علمهم بوجود أشخاص مدنيين فقط، لأن القصف سبقه تحليق للطائرات الأميركية فوق الملجأ لمدة يومين متواصلين.
مواصفات الملجأ
_مجهّز للتحصن ضد الضربات الكتلوية أي الضربات بالأسلحة غير التقليدية الكيماوية أو الجرثومية، ومحكم ضد الإشعاع الذري والنووي والتلوث الجوي بهذه الإشعاعات.
_ يتسع الملجأ لـ 1500 شخص، يمكن أن يبقوا داخله لأيام دون الحاجة إلى العالم الخارجي، فهو مجهز بالماء والغذاء والكهرباء والهواء النقي غير الملوث.
_ مبنى الملجأ مؤلف من 3 طوابق، مساحة كل طابق 500 متر مربع، وسماكة جدرانه تزيد على 1.5 متراً. أما سقفه فهو مسلح بعوارض حديدية سمكها 4 سنتيمترات، وتؤدي أبواب الطوارئ الخلفية إلى السرداب، فيما تؤدي سلالمه الداخلية إلى الطابق الأرضي حيث كان يقيم الملتجئون. لكن المشكلًة بأنه عندما حصل الانفجار الذي تبعه اشتعال لحريق، أُغلقت الأبواب تلقائياً، بحيث لا يمكن لطواقم الإنقاذ الدخول ولا يمكن لقاطنيه الخروج والنجاة. فقد صممت جدران الملجأ لتعزل من هم بالداخل من أي انفجار، ولكنها أدّت الى حبسهم في داخل الملجأ ليلقوا حتفهم بالموت حرقا (وهذا ما يجعل من نظام صدّام شريكاً في المجزرة بنسبة معينة).