في الـ 29 من شباط / فبراير 2020، وقعت كلاً من حركة طالبان والولايات المتحدة الأمريكية على اتفاق الدوحة، لوضع حد وإنهاء الحرب الأمريكية على أفغانستان، التي خاضها الأمريكيون تحت ذريعة إنهاء حكم هذه الحركة، وهو ما اعتبره الكثيرون حينها اعترافاً أمريكياً بالهزيمة.
فبعد حوالي 20 عاماً (ما بين عامي 2001 و2021) من الفشل الأمريكي الذريع، جراء المقاومة الأفغانية لهذا الاحتلال. وقعت إدارة الرئيس دونالد ترامب هذا الاتفاق (كان وعداً انتخابياً لترامب)، كي تؤمن انسحاباً هادئاً للقوات الأمريكية من هذا البلد. ولم تشمل الاتفاقية، التي تفاوض عليها زلماي خليل زاد (كممثل عن الإدارة الأمريكية)، الحكومة الأفغانية المتعاملة واشنطن.
وكان هذا الاتفاق الذي تضمن ملاحق سرية أيضاً، أحد الأسباب الحاسمة الذي تسبّب بانهيار قوات الأمن الوطني الأفغانية بشكل كبير وسريع، أمام تقدّم قوات طالبان للسيطرة على البلاد، ما مكّنها في النهاية أن تسيطر على العاصمة كابول في 15 آب / أغسطس 2021. فقد ألزّم الاتفاق واشنطن على تخفيض عدد غاراتها الجوية بشكل كبير، وهذا ما جعل قوات الأمن التابعة للرئيس أشرف عبد الغني تنهار بسرعة بعد الانسحاب الأمريكي.
وقد نصّ الاتفاق على فرض قيود على القتال لكل من الطرفين، بالإضافة الى انسحاب جميع قوات حلف الناتو من أفغانستان.