الخميس 06 أيلول , 2007

الاعتداء الإسرائيلي على منشأة دير الزور

في الـ 6 من أيلول / سبتمبر 2007، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي اعتداءً على سوريا من خلال قصفه منشأة الكبر الموجودة في الضفة الشمالية لنهر الفرات بين الرقة ودير الزور. وقد زعم الكيان المؤقت والولايات المتحدة الأمريكية بأن هذا الموقع كان منشأة نووية قيد الإنشاء، ولم تعترف إسرائيل بمسؤوليتها الرسمية عن هذا الاعتداء إلا في العام 2018.

وبعد حوالي 6 أشهر من تاريخ الهجوم، زعم مسؤولون في الحكومة الأمريكية بأن الهدف الذي تمت مهاجمته وتدميره كان مفاعلاً نووياً لإنتاج البلوتونيوم، وتم بناؤه في سوريا بمساعدة كوريا الشمالية.

وقد أطلق على هذه العملية أسماء عديدة: "عملية أريزونا"، "عملية خارج الصندوق"، عميلة "البستان".

الرواية الإسرائيلية

بحسب ما كتبه الصحفي المتخصص بالشؤون الأمنية يوسي ميلمان في كتاب "حروب الظل" ونشر في "هآرتس"، فإن العملية قد سبقها نشاط استخباراتي قوي: "فعقب إعلان ليبيا عام 2003 قرارها بوقف برنامجها النووي، وهو ما فاجأ إسرائيل حينه، أمر رئيس الموساد مئير داغان بإعادة فحص المواد الاستخباراتية التي جمعها الموساد، وبعد تقييم الوضع الذي أجراه البحث، تقرر أن سوريا كانت على ما يبدو تطور أسلحة نووية سراً. وتمكن الموساد من الحصول على معلومات استخباراتية تشير إلى إنشاء مفاعل نووي لإنتاج البلوتونيوم في سوريا بالتعاون مع كوريا الشمالية. وقام الموساد ووحدات خاصة من شعبة أمان بتفتيش الموقع وتبين أنه بالفعل مفاعل نووي قيد الإنشاء، وفي أوائل آذار / مارس 2007، وصلت معلومات تؤكد وجود المفاعل".

أما مجلة نيويوركر الأمريكية، فزعمت بأنه تم الحصول على هذه المعلومات عندما ذهب رئيس هيئة الطاقة الذرية السورية إبراهيم عثمان، إلى اجتماع في فيينا لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأثناء وجوده في الاجتماع، اقتحم عملاء الموساد غرفته وقاموا بنسخ محتويات جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به. وقد تضمنت المعلومات التي تم نسخها، صورًا ملونة للمفاعل، مما أدى إلى استنتاج أن الغرض منه هو بناء قنبلة نووية، على نموذج مشابه للمفاعل النووي لكوريا الشمالية في يونغبيون.

الهجوم

ومع اكتشاف هذا الموقع، وضعت عملية استهدافه على رأس قائمة أولويات رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي، الذي امتنع حتى عن شن عمليات في قطاع غزة عندما أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخها على المستوطنات المحيطة بالقطاع، لكي يتمكن من تركيز الجهود في هذا الشأن.

أمّا الغارة الجوية وقد نفذتها 4 طائرات من طراز F-15I ، و4 طائرات من طراز F-16I بإسناد من طائرات الحرب الإلكترونية. وتم قصف الموقع باستخدام مجموعة متنوعة من القنابل الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والقنابل الموجهة بالليزر بوزن يتراوح ما بين 17-18 طناً من المتفجرات.

وفي نهاية العملية عادت الطائرات عبر الأراضي التركية وفي طريقها قامت إحدى الطائرات بإسقاط كل خزانات الوقود الإضافية في المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا، منقوش عليها باللغة العبرية.


الصور


روزنامة المحور