في الـ 05 من آب / أغسطس 2018، اغتال الكيان المؤقت واحداً من أبرز علماء ومهندسي القوة الصاروخية في محور المقاومة، مدير مركز البحوث العلمية الدكتور عزيز إسبر برفقة سائقه الشهيد "لؤي داوود"، عبر انفجار عبوة ناسفة في سيارته، عندما كان في مصياف جنوبي غربي مدينة حماة وسط سوريا.
وبالرغم من عدم التبني الرسمي للكيان لمسؤوليته عن عملية الاغتيال، وبقاء تفاصيل العملية طي الكتمان الشديد، إلا أن أوساط الدولة السورية وجميع أطراف المحور، تيقنت من مسؤولية إسرائيل عن ذلك عبر جهاز الموساد وعملائه، ممن يُطلق عليهم وصف "الثوار" (مثل جبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولاني التي اتخذت اسم هيئة تحرير الشام فيما بعد والتي تبنت المسؤولية عن العملية إعلامياً). وذلك لأن كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ آذار / مارس 2011، عمّل على توجيه وإدارة شبكات عملائه، لضرب كل عناصر قوة سوريا وحلفائها في محور المقاومة ضمن الأراضي سوريا، بشكل ممنهج وبأسلوب أمني بأعلى مستوى، بدءاً من الخبراء والعلماء والقادة العسكريين، وصولاً الى تدمير المنشآت ذات الصلة، مثل منظومات الدفاع الجوي، ومركز البحوث العلمية الذي استهدفته الطائرات الإسرائيلية بالقصف مرات عديدة منها ما قبل الاغتيال في يوليو/ تموز وفي سبتمبر/ أيلول من العام 2017.
فالشهيد الدكتور إسبر كان من المشرفين على إنتاج وتطوير صواريخ M302 (المعروفة باسم خيبر)، وصواريخ M600 وغيرها، التي قامت وزارة الدفاع السورية بإعطائها للمقاومة الإسلامية في لبنان منذ ما قبل العام 2000، والتي تم استخدامها في حرب تموز / يوليو 2006.
ثم تم نقل خبرات تصنيع هذه الصواريخ الى فلسطين المحتلة، التي قامت باستنساخ هذه الصواريخ تحت مسميات مختلفة مثل M80 وR160. وقبل استشهاده على أيدي الموساد، كان الشهيد إسبر يعمل على تطوير هذه الصواريخ وزيادة دقتها (إضافة الى صواريخ تشرين وميسلون وغيرها من صواريخ الترسانة السورية). كما ادعت وسائل اعلام إسرائيلية وعربية بأنه كان مساعداً للجمهورية الإسلامية في تطوير برنامجها الصاروخي، خاصةً عائلة فاتح - 110.