في الـ 08 من أيلول / سبتمبر من العام 2024، نفّذ المقاوم الاستشهادي الأردني "ماهر الجازي"، عملية بطولية أراد من خلالها أن ينتصر لشهداء غزة، وأن يسجّل موقفاً عملياً رافضاً لجرائم العدوان الأمريكي الإسرائيلي على قطاع غزة، فكان له ما أراده.
وفي تفاصيل العملية، توجه ماهر – العسكري المتقاعد الذي يعمل سائقاً لشاحنة نقل تجارية - كعادته إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر جسر الملك حسين (الذي يعرف أيضاً بجسر اللنبي)، والذي يسمى في الجانب الفلسطيني معبر الكرامة. وعندما وصلت شاحنته إلى مرآب التفتيش عند أمن المعابر الإسرائيلي، ترجّل من شاحنته حاملاً مسدساً من طراز "جيه تي بي 9 سي" (JTP9C)، وأطلق النار من مسافة قريبة على عناصر "أمن الحدود" الإسرائيليين فقتل 3 منهم، قبل أن يتمكن رفاقهم من قتله، ليرتقي شهيداً.
وفي بيان لافت بالتعابير التي تضمنته، بارك الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة بالعملية، واصفاً إياها بالعملية البطولية والنوعية. وكان لافتاً وصف أبو عبيدة للشهيد بأنه أحد أبطال طوفان الأقصى. معتبراً "مسدس البطل الأردني في نصرة أقصانا وشعبنا كان أكثر فاعلية من جيوش جرارة وترسانة عسكرية مكدسة. العملية تعبر عن ضمير أمتنا وعن مآلات طوفان الأقصى والكابوس الذي ينتظر الكيان الصهيوني من أبطال أمتنا". كاشفاً بأن المجاهدين في القطاع أدّوا "في عقدهم القتالية وكمائنهم وثغورهم في قطاع غزة صلاة الغائب على الشهيد بطل العملية".
أما السلطات الحاكمة في الأردن، فلم يكن متوقعاً منها إلا ما قامت به عقب حصول العملية، حينما سارعت الى وصفتها – أي العملية البطولية - بأنها عمل فردي، ومبينةً بأن الشهيد عسكري "مفصول" من الجيش الأردني. ومشددةً على أن موقفها ثابت في "رفض وإدانة العنف واستهداف المدنيين لأي سبب كان، والداعي إلى معالجة كل الأسباب والخطوات التصعيدية التي تولده"!!
الساحة الثامنة
أمّا على صعيد الكيان المؤقت، فقد شكّلت العملية ضربة قاسية لحكومة الاحتلال وأجهزته الأمنية والعسكرية، كونها جاءت في الخاصرة الرخوة للكيان بظل أعلى درجات الاستنفار، ولذلك وصف رئيس حكومة الاحتلال حينها بنيامين نتيناهو يوم العملية بأنه "يوم صعب". وفي السياق، اعتبرت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن العملية تحوّل الأردن الى ساحة ثامنة في الحرب.