في الـ 14 من أيلول / سبتمبر 1982، بينما كان قائد ميليشيا القوات اللبنانية بشير الجميل في اجتماع وداعي مع زملائه في مقر حزب الكتائب المركزي بالأشرفية، بعد أيام من مسرحية انتخابه رئيساً للجمهورية. انفجرت عبوة ناسفة فوق القاعة التي كانوا فيها، في الساعة 4:10 بعد الظهر، ما أدى إلى مقتل بشير و31 كتائبيًا كانوا معه.
فور الانفجار، أرسل جيش الاحتلال الإسرائيلي طوافتين مع أطباء وفرق مختصة من أجل رفع الأنقاض. وكان الجنود الإسرائيليون يرتدون الخوذات، والسترات الواقية من الرصاص ويراقبون منطقة الأشرفية. لكن لم يستطع أحد التعرف على جثته، إلا أنهم عرفوها لاحقًا من خلال خاتم الزواج الذي كان يرتديه (من مادة البلاتين)، ورسالتين موجهتين له كان يحملهما.
على إثر الحادثة، استطاع جهاز الأمن القوات اعتقال منفّذ عملية التفجير، "حبيب الشرتوني"، الذي كان عضواً في الحزب السوري القومي الاجتماعي. وقد نفذ الشرتوني عملية الاغتيال، مستفيداً من وجود بيت شقيقته في نفس مبنى المقر العام للكتائب، وبواسطة عبوة ناسفة قدّرت زنتها بحوالي 50 كغ من الـ TNT (قام بنقلها الى المبنى على مراحل). في يوم الحادثة، اتصل حبيب بشقيقته ودعاها للخروج من المبنى، وبعد خروجها منه، ثم قام بتفجير القنبلة عبر جهاز التفجير عن بعد، واُعْتُقِل عندما عاد للاطمئنان على شقيقته. اعترف الشرتوني بمسؤوليته عن عملية الاغتيال، التي نفذها بإشراف القائد في الحزب القومي نبيل العلم، وأعلن الشرتوني بأنه نفّذ "حكم الشعب اللبناني على الجميل"، لأنّ "بشير باع لبنان إلى إسرائيل".
ولا يخفى على أحد علاقة بشير الجميّل بالكيان المؤقت، التي بدأت منذ سنة 1976 (لكن كان لحزب الكتائب علاقة بالكيان منذ الخمسينيات وفقاً لما كشفه كتاب رؤوفين إرليخ:"المتاهة اللبنانية)، واستمرت بعد اغتياله، مع أحزاب الكتائب والقوات اللبنانية وغيرها من القوى اللا وطنية.
وفي تحقيق صحفي حول خبايا علاقة الجميل بكيان الاحتلال، نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية منذ سنوات، تم وصفه بأنه "البيت الورقي الذي بنته إسرائيل في لبنان"، وكشف التحقيق بأنه كان من المقرر لبشير الجميل بعد اجتماعه في مقر الحزب، أن يلتقي بأعضاء اللجنة الفرعية للاستخبارات التابعة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، الذين كانوا في بيروت لتكوين انطباعاتهم عن الموقف (بعد انتخابه رئيساً للجمهورية).