في الـ 26 من شباط / فبراير من العام 1984، انسحبت قوات المارينز الأمريكية من لبنان/ بعدما أمرها بذلك رئيس الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك دونالد ريغان، بسبب تراجع دعم الكونغرس لمهمتها، على إثر سلسلة العمليات النوعية الاستشهادية التي قام بها مقاومون مجهولو الهوية حتى يومنا هذا.
ففي 7 شباط / فبراير 1984، أمر الرئيس رونالد ريغان قوات المارينز بالبدء في الانسحاب من لبنان إلى حدّ كبير.
هذا الحدث، أظهر ضعف الولايات المتحدة وهزيمتها، بعدما ظنّت بأنها تستطيع تأمين مصالحها في لبنان بالقوة، مستفيدةً من وجود عملائها وجيش الاحتلال الإسرائيلي. مع العلم بأن الرئيس الأمريكي ريغان كان قد تعهد على إثر تفجير موقع المارينز في تشرين الأول / أكتوبر 1983، الذي أسفر عن مقتل 241 جندياً أميركياً، بالإبقاء على قوة عسكرية في لبنان. فيما قال وزير حربه كاسبار واينبرغر، الذي سبق أن نصح إدارته بشكل خاص بعدم تمركز مشاة البحرية الأمريكية في لبنان، بأنه لن يكون هناك تغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه البلاد بعد حصول تفجير مقر مشاتهم.
ما دفع العديد من أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكيين، للدعوة إلى الانسحاب السريع، حتى بين الجمهوريين. ففي ذلك الوقت، انقلب اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ المؤثرين، وهما سليد جورتون من واشنطن وآلان ك. سيمبسون من وايومنغ، ضد سياسة ريغان، وفسر سيمبسون تحوله بقوله إن استمرار المهمة "سيصبح عبئاً سياسياً رهيباً" على الجمهوريين هذا العام.
وأشار أحد كبار أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ إلى أن "التداعيات" الناجمة عن الخسائر التي لحقت بالبحرية الأميركية لا تزال مستمرة بين صفوف الجمهوريين. وقال إن العديد من المشرعين المحافظين الذين يؤيدون ريغان بقوة قالوا للأخير وقتذاك: "إن الناس في بلد ريغان يشعرون بأن الوقت قد حان للخروج من لبنان".
وعلى إثر القرار الأمريكي هذا بالانسحاب، تم سحب بقية القوة متعددة الجنسيات، البريطانية والفرنسية والإيطالية، بحلول نهاية شباط / فبراير 1984، وبهذا استطاع الشعب اللبناني استعادة سيادته على أراضيه بالقوة.