عند الساعة 03:30 من بعد ظهر الأربعاء 13-11-2024، وللمرّة الأولى في تاريخ الصراع مع الكيان المؤقت، شنت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة، على قاعدة الكرياه (مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الإسرائيليّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو) في مدينة "تل أبيب"، وأصابت أهدافها بدقّة. وبعدها بـ 3 ساعات، هاجمت المقاومة هذه المنطقة الاستراتيجية للكيان بصواريخ باليستيّة من نوع "قادر 2"، وأصابت أهدافها بدقّة.
وقد شكّل استهداف حزب الله هذا لمنطقة كيريا في فلسطين المحتلة، في إطار عمليات خيبر ضمن معركة أولي البأس، واحداً من أهم عمليات المقاومة العسكرية وأندرها، لأن هذه العملية تؤكّد على تصميم المقاومة وعزمها، على إيلام إسرائيل، بأكثر ما تخشاه الأخيرة، من خلال ضرب مركز القيادة المركزي للأجهزة العسكرية والاستخباراتية لإسرائيل.
فالكرياه بما تحويه من مقرات عسكرية، من وزارة الحرب وقيادة جيش الاحتلال، ترمز إلى القوة العسكرية الإسرائيلية لجيش احتلال كان "لا يقهر" طوال عقود. وبالتالي فإنه بالنسبة لحزب الله، فإن الهجوم المستهدف على مثل هذا الموقع الاستراتيجي لا يشير فقط إلى قدراته العملياتية ولكن أيضًا إلى نواياه وقراره الجريء وغير المسبوق، في تحدي الهيمنة العسكرية الإسرائيلية بحدوده القصوى. كما يؤكّد على وعد قطعه السيد الشهيد حسن نصر الله سابقاً، من أن المقاومة ستواجه أي عدوان، بلا ضوابط أو أسقف.