الجمعة 17 كانون الثاني , 2025

توقيع معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة ما بين إيران وروسيا

في الـ 17 من كانون الثاني / يناير 2025، شهدت العاصمة الروسية موسكو حدثًا تاريخيًا بتوقيع رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران مسعود بزشكيان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معاهدة شراكة استراتيجية شاملة، الأمر الذي شكّل علامة فارقة في تطور العلاقات بين البلدين. وقد شملت هذه الاتفاقية، التي تمتد لعشرين عاماً، مع بنود قابلة للتمديد، مجالات واسعة للتعاون، بما في ذلك التجارة والتعاون العسكري ومشاريع الطاقة والتبادل الثقافي.

وقد عكست هذه المعاهدة بالإضافة الى تعميق العلاقات بين الدولتين، إعلاناً واضحاً من قبل الجانبين بأنهما سيتعاونان معاً بشكل أشمل، ردًا على تصاعد العقوبات الغربية والضغوط الجيوسياسية، التي كان آخرها سقوط نظام حليفهما الرئيس بشار الأسد في سوريا.

أما على صعيد مسار العلاقة الثنائية ما بين الدولتين، فقد شكلت هذه المعاهدة نقلة نوعية توّجت التعاون الثنائي في العديد من الساحات والقضايا الدولية، لا سيما التصدي للهيمنة الأمريكية.

وقد بدأ مسار العلاقة باتفاقية "أسس العلاقات المتبادلة ومبادئ التعاون" عام 2001، وهي الإطار القانوني الذي نظَّم العلاقات الثنائية لعقدين من الزمن. ومع تغيُّر الديناميكيات العالمية، أقرَّت الدولتان ضرورة تحديث هذا الإطار، مما أدى إلى بدء مفاوضات بشأن معاهدة جديدة خلال العام 2019.

أبرز البنود الرئيسية في المعاهدة

1)الأمن والدفاع: تُؤكِّد الاتفاقية على الدعم المتبادل ضد التهديدات العسكرية المشتركة، وإجراء مناورات عسكرية مشتركة، وتعزيز التعاون الاستخباراتي.

2)التعاون في مجال الطاقة: يُركِّز بشكل كبير على مشاريع النفط والغاز المشتركة، إلى جانب الاستخدام السلمي للطاقة النووية. من المقرر تنفيذ مشاريع طويلة الأجل، مثل بناء محطات الطاقة النووية، والتنقيب عن موارد الطاقة الطبيعية الأخرى (مثل الليثيوم وغيره).

3)العلاقات الاقتصادية والتجارية: للالتفاف على العقوبات الغربية، وإنشاء نظام دفع حديث مستقل عن الدول الأخرى، وتعزيز التعاون بين البنوك واستخدام العملات الوطنية للتسويات، بهدف تسهيل المعاملات التجارية والاقتصادية بسلاسة.

4)التبادلات الثقافية والتعليمية والتكنولوجية: تعزيز الروابط الشعبية والثقافية والتعليمية والتكنولوجية.

روزنامة المحور