في الـ 26 من تشرين الثاني / نوفمبر 2024، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيّز التنفيذ، بعد نحو 7 أسابيع من عدوان إسرائيلي وأمريكي همجي متواصل، طال كل الأراضي اللبنانية من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، والذي تخلّله عملية برية نفذتها قوات النخبة والمدرعة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، دون أن يستطيع الكيان المؤقت من تحقيق أي هدف لعدوانه سوى ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل، مع بعض الإنجازات التكتيكية كاغتيال قادة المقاومة وفي مقدمتهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله.
مثّل هذا الاتفاق، بما تضمنه من شروط وموازين، انتصاراً سياسياً وعسكرياً لحزب الله، الذي واجه واحدة من أشرس جولات المواجهة مع الجيش الإسرائيلي منذ حرب تموز 2006، والتي لو تعرّضت أكبر الدول والجيوش لمثل ما تعرض له الحزب من ضربات متلاحقة، للحقت بهم هزيمة ساحقة. إلا أنه بفضل مقاوميه وجمهوره وبفضل تضحياتهم وثباتهم، تمكّن من فرض معادلاته دون أن تنجح إسرائيل من تحقيق أيّ من أهدافها الاستراتيجية.
فعلى الرغم من التصعيد الإسرائيلي واغتياله لكوادر ميدانية عسكرية في المقاومة، لم يفلح الجيش الإسرائيلي في إضعاف بنية الحزب أو تعطيل قدرته على الرد. بل على العكس، فقد نجح حزب الله في تنفيذ هجمات نوعية وقاسية، وصلت الى عمق الكيان وتجاوزت بالمدى عاصمة الكيان تل أبيب.
وقد تم الاتفاق، بوساطة وضمانة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وفق البنود التالية:
_وقف شامل للأعمال العدائية: يلتزم الطرفان بوقف جميع العمليات العسكرية، مع احتفاظ كل منهما بحق الدفاع عن النفس وفقاً للقانون الدولي.
_انسحاب إسرائيلي تدريجي: يبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بسحب قواته من جنوب لبنان خلال 60 يوماً، بالتزامن مع انتشار الجيش اللبناني في تلك المناطق.
_إعادة انتشار حزب الله: بحيث يتعين على الحزب سحب قواته إلى شمال نهر الليطاني، مع منع أي وجود مسلح له أو لغيره من الجماعات المسلحة جنوب النهر.
_حصرية السلاح بيد الدولة: يُحظر على أي جهة غير القوات المسلحة اللبنانية والأجهزة الأمنية الرسمية حمل السلاح أو إنشاء منشآت عسكرية، خصوصاً في جنوب الليطاني.
_تعزيز دور الجيش اللبناني: يتم نشر 10 آلاف جندي لبناني في الجنوب، بدعم من أمريكا وفرنسا، لضمان تنفيذ الاتفاق.
_آلية مراقبة ثلاثية: تُشكّل لجنة ثلاثية برئاسة أمريكا وعضوية فرنسا لمراقبة تنفيذ الاتفاق، بالتنسيق مع قوات اليونيفيل.
_ضبط الحدود والمعابر: تتولى القوات اللبنانية الرسمية مسؤولية مراقبة الحدود والمعابر، مع إقامة حواجز ونقاط تفتيش في الجنوب.
_مفاوضات غير مباشرة: تسهل الولايات المتحدة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل لحل النقاط الحدودية العالقة، بما يتماشى مع القرار 1701.