الأحد 05 أيلول , 2021 11:12

رحيل الشيخ قبلان صاحب المسيرة الداعمة للقضايا المحقة وللمقاومة

الشيخ الراحل عبد الامير قبلان.

توفي بالأمس السبت، الشيخ عبد الأمير قبلان، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان عن عمر ناهز ال 85 عاما. وقد أصدر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بياناً معزياً فيه بفقدان الشيخ قبلان (رض)، الذي قضى عمره في الدعوة والجهاد وخدمة الفقراء والمستضعفين، ودعم قضايا الأمة والمقاومتين الفلسطينية واللبنانية بقوة، إضافة لسعي الراحل في العمل على الوحدة والتماسك والتعاون، بين جميع الأطياف الإسلامية واللبنانية، فكان في حياته وفياً لنهج الإمام السيد موسى الصدر.

كما كان لرئيس مجلس النواب اللبناني وحركة أمل نبيه بري، بيان نعي للشيخ الراحل، الذي كان قامةً وطنيّةً نذرت نفسها حتّى الرمق الأخير، في الدعوة الدائمة للوحدة ورفعة الإنسان. فكان بذلك رفيقاً مخلصًا ووفيًّا لخطّ الإمام موسى الصدر ونهجه في الاعتدال والتعايش والمقاومة للحرمان والاحتلال.

وأصدرت العديد من الشخصيات الوطنية والإسلامية، بيانات نعي وتعزية بالشيخ قبلان، اجتمعت كلها على تبيان دور الشيخ قبلان الوحدوي والدعوي وفي دعم قضايا شعوب المنطقة المحقة وعلى رأسها مقاومة الاحتلال.

أبرز محطات حياة الشيخ قبلان

_ ولد في العام 1936 في قرية ميس الجبل-جنوب لبنان (من القرى التي احتضنت أبرز الحوزات العلمية في لبنان)، من عائلة علمائية عريقة، بحيث كان والده وجده من أبرز علماء الدين في المنطقة.

_ التحق بحوزة النجف وتابع فيها الدراسة بمراحلها الثلاث، وكان من أبرز أساتذته المرجع السيد محسن الحكيم (رض) والمرجع السيد أبو القاسم الخوئي(رض). كما أنه تعرض في تلك المرحلة، لمضايقات وتهديدات النظام العراقي وقتذاك.

_في العام 1963، عاد الشيخ الراحل الى لبنان بعد أن طالبه المرجع السيد محسن الحكيم بذلك، حيث تولى مهام التبليغ في منطقة برج البراجنة.

_ كان للشيخ قبلان علاقة صداقة وأخوة عميقة بالإمام الصدر، بدأت منذ تتلمذ الشيخ عند السيد إسماعيل الصدر وتطورت مع وجود الإمام الصدر في لبنان، حيث كان للشيخ دوره المساعد في حركة الإمام الشاملة على جميع الصعد.

_أسند إليه الإمام السيد موسى الصدر منصب المفتي الجعفري الممتاز في العام 1974.

_ انتخب في العام 1994 نائباً لرئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وقتذاك الشيخ محمد مهدي شمس الدين. وعلى إثر إصابة الشيخ شمس الدين بمرض عضال، تولى الشيخ قبلان مهام رئاسة عنه.

_ وفي العام 2017، تم تعيين الشيخ قبلان رئيساً للمجلس بإجماع الناخبين.

_ تولى الشيخ قبلان الإشراف على بناء العديد من المؤسسات التربوية (الجامعة الإسلامية في لبنان) والمساجد ومؤسسات الرعاية. كما أعد عشرات الأبحاث والمقالات والمحاضرات والمؤلفات، التي تناولت العديد من المواضيع الدينية والتربوية والسياسية والاجتماعية.

_ ساء الوضع الصحي للشيخ قبلان مراراً في الفترة الماضية، ما استدعى دخوله المتكرر الى المستشفى.

أبرز مواقف الشيخ الراحل الوطنية والإسلامية

_ الإيمان بالقضية الفلسطينية ورفض التطبيع بكافة أشكاله وأنواعه، ودعم المقاومة والانتفاضة.

 _ الالتزام بكل عناوين الوحدة الوطنية والإسلامية، فكانت علاقته مميزة برجال الدين في مختلف الطوائف في لبنان وجميع البلدان.

_ رفض تقسيم لبنان الى كانتونات طائفية انعزالية، والإيمان بوجوب قيام دولة ترعى حقوق جميع اللبنانيين.

_ دعم الثورة الإسلامية في إيران والوقوف الى جانبها، ومن أشهر أقواله في هذا الشأن:

"الثورة الإسلامية ملك المستضعفين وليست ملكاً للإيرانيين وحدهم".

ومن هذا المنطلق، أدان الشيخ قبلان في مطلع العام 2020 عملية اغتيال الشهداء: قائد قوة القدس اللواء الحاج قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ورفاقهما، والتي اعتبرها عملية ارهابية مدانة ومستنكرة بشدة. ومحملاً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته مسؤولية التداعيات الخطيرة للاغتيال، الذي اعتبره بمثابة إعلان حرب. مؤكداً أن احتلال أمريكا للعراق محكوم بالاندحار، بفضل دماء الشهداء وسواعد المقاومين.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور