الأربعاء 31 آذار , 2021 04:31

الإمام المغيّب السيد موسى الصدر

السيد موسى الصدر

وُلد الامام السيد موسى الصدرعام 1928 في مدينة قم الإيرانية من عائلة كبار العلماء فوالده المرجع السيد صدر الدين الصدر، وجدّه المرجع السيد حسين القمّي.

دخل الحوزة العلمية ودرس العلوم الفقهية عام 1942، لينال بعدها درجة "الاجتهاد" في العام 1954 بعد أن كان قد دخل على كلية الحقوق ونال إجازة في الاقتصاد السياسي.

بدأ نشاطه العملي بالتصدي للدعاوى المعادية للإسلام مثل الماركسية، وكان من المتابعين لحركة تأميم النفط عام 1952، فيما كان دائم التواصل مع رئيس حركة "فدائيان اسلام" السيد نواب صفوي، والسيد أبو القاسم الكاشاني حيث كان يعقد اللقاءات بشكل سري في منزل والده.

عام 1954 سافر السيد إلى النجف ليتابع دراسته الحوزوية فيما شارك حينها في تأسيس"جمعية منتدى النشر" وأصبح عضواً فيها.

تلبيةً لدعوة الامام السيد عبد الحسين شرف الدين زار السيد الصدر لبنان لأول مرة وأوصى السيد شرف الدين أن يكون السيد الصدر خلفاً له عام 1957.  

عاد السيد إلى قم وأسس مجلة "اسلام"، المجلة الأولى التي صدرت عن الحوزة العلمية في قم، وكان لها أثراً كبيراً في تشكيل الوعي النهضوي.

قدم السيد إلى لبنان حيث خَلَفَ الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين بتأييد شعبي وتشجيع كبار المراجع في النجف وقمّ وخاصة المرجع السيد حسين البروجردي، ليبدأ عمله الاجتماعي بتأسيس "جمعية البر والإحسان" والعديد من المؤسسات التي تعنى بالشأن التربوي والصحي والديني.

كان السيد في كل مناسبة يبرز انفتاح الإسلام على جميع الأديان حيث شارك عام 1963 في القداس الذي أقيم عن روح البابا يوحنا الثالث والعشرين. فيما كان رجل الدين المسلم الوحيد في تتويج البابا بولس السادس، والذي استثمر لقاءه معه ليشرح مأساة الشعب الإيراني والذي ساهم في اطلاق سراح الامام روح الله الخميني. فيما ألقى عظة الصوم في كنيسة الآباء الكبوشيين، حيث كان أول رجل دين مسلم يُلقي عظة في كنيسة عام 1975.

عام 1964 استعاد السيد الصدر جنسيته اللبنانية في مرسوم أصدره الرئيس فؤاد شهاب.

وبعد دراسات واستشارات للسيد الصدر وتحركات مطلبية لتنظيم الطائفة الشيعية في لبنان أصدر مجلس النواب قراراً بإنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عام 1967 ، وكانت تلك الحركة مقدمة التحرك المطلبي الإنمائي. حيث انتُخِب رئيساً للمرة الأولى ونظم برنامج العمل لهذا المجلس.

توسعت دائرة نشاطات السيد الصدر بعدها حيث سافر إلى افريقيا للقاء الجالية اللبنانية هناك، والتقى بالعديد من الرؤساء في السنغال وساحل العاج وغيرها حيث قدم مساعدة رمزية باسم الشعب اللبناني للأيتام.

ونصرة للقضية الفلسطينية فتح السيد الصدر الباب للتبرع للثورة الفلسطينية عام 1968. فيما قام أيضاً بجولة على العديد من العواصم الأوروبية دعمًا لها.

قاد السيد الحملات التعبوية الإعلامية للدفاع عن الجنوب بعد الاحتلال الإسرائيلي له، حيث طالب بتسليح وتدريب كافة أبناء الشعب، ودعا سلطات القرار إقرار قانون خدمة العلم إضافة لتنفيذ المشاريع الإنمائية التي تساهم في بقاء الناس في قراهم والصمود.

عام 1970 انتخب السيد الصدر عضواً دائماً في مجلس مجمع البحوث العلمية.

وشكّل لقاءه للرئيس المصري جمال عبد الناصر في منزله حديث الصحف والنقاشات لما تركه من أثر على الساحة العربية، إذ تناولا قضايا الأمة العربية والإسلامية خاصة لجهة تمتين الوحدة للدفاع عن البلاد وتحرير فلسطين.

عام 1971 زار السيد موسى جبهة السويس ومكث فيها لأسابيع اجتمع خلالها مع العسكريين وأكّد وجوب التمسك بالجهاد والدفاع المقدس في سبيل تحرير فلسطين.

 وإثر العدوان الإسرائيلي على الجنوب، طالب السيد بوجوب تأمين وسائل الدفاع الحديثة وتعميم وتجهيز الملاجئ، فيما وجّه في المقلب الآخر رسالة للقس البريطاني هيربرت أدامز حول خطورة ما يجري في فلسطين وضرورة تيقظ المسيحيين لذلك.

وقد دعا إلى الجهاد عام 1973 عند اندلاع حرب رمضان واطلق حملة تبرعات لنصرة المقاومين.

ولضرورة العمل الإنمائي إلى جانب العمل السياسي والعسكري، ولتمكين اللبنانيين البقاء في قراهم وأرضهم أقسم عام 1974 تحت راية السيد الصدر حوالي مئة ألف شخص في مهرجان بعلبك على عدم الهدوء كي لا يبقى محروم في لبنان لتكون بذلك ولادة حركة المحرومين.

ومع استمرار الحرب الأهلية واشتداد المعارك في منطقة بعلبك توجّه إلى مناطق القاع ودير الأحمر وشليفا لفكّ الحصار عنها وفي السياق تم تشكيل حكومة مصالحة وطنية تبنّت مطالبه الوطنية. فيما دعا بعدها لعقد قمة تجمع رؤساء الطوائف في بكركي كان لها الأثر البالغ في تخفيف الاحتقان.

وأعلن بعد ذلك عن تأسيس "أفواج المقاومة أمل" التي نفذت العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال وكان هدفها تحرير الأرض.

عام 1976 عمل جاهداً لتقريب وجهات النظر بين المقاومة الفلسطينية والقيادة السورية.

في 25 آب عام 1978 تلقى السيد موسى دعوةً من السلطات الرسمية الليبية فلبّاها مع الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، فاختطف وأُخفي قسراً من بعد ظهر 31 أب حتى اليوم.


المصدر: مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات

الكاتب: غرفة التحرير



دول ومناطق


روزنامة المحور