الأحد 19 أيلول , 2021 04:13

الانتخابات النيابية المبكرة: من سيقود العراق مستقبلاً؟

الانتخابات العراقية

يستعد العراقيون لخوض التجربة الانتخابية الخامسة لهم، منذ أول تجربة حصلت في العام 2005. وتكتسب الانتخابات التي ستجرى في 10 تشرين الأول المقبل أهمية خاصة، لأنها تحصل صفة المبكرة عن موعدها الدستوري في العام 2022، جراء اندلاع الاحتجاجات الواسعة في تشرين الأول 2019، للمطالبة بإصلاح الأوضاع السياسية لكن بتحريض أمريكي واضح، على رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، الذي قام بعدة خطوات أثارت غضب الإدارة الأمريكية منه أبرزها: عقد الاتفاق الاستراتيجي مع الصين، واعتراضه على شن أمريكا غارات جوية على مقار الحشد في منطقة القائم. كما وتتميز هذه الانتخابات المرتقبة عن سابقاتها، بالظروف والمتغيرات التي تشهدها المنطقة، خصوصاً تداعيات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، ووصولاً الى التحضير لانسحاب مماثل من العراق وسوريا أواخر هذا العام.

كما أن ما يميزها أيضاً، أنها ستخاض وفق قانون انتخابي جديد، يعتمد في تقسيم الدوائر الانتخابية على أساس الأقضية والمدن. وسيخوض الانتخابات 21 تحالف، وفق ما صرحت به مفوضية الانتخابات العراقية. حيث يبلغ عدد الأحزاب المشاركة فيها 167، سيكون 58 حزب منها ضمن التحالفات، وسيتنافس 3 آلاف و249 مرشحا بينهم 951 امرأة على الفوز بمقعد في المجلس النيابي من أصل 329 (توزع المقاعد وفقا للاتي 320 مقعد حسب دوائر المحافظات، و9 على المكونات المسيحية والأقليات). مع الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة سيكونان جهات الرقابة الدولية على الانتخابات ونزاهتها.

أبرز التحالفات الانتخابية

ومن أبرز التحالفات الانتخابية في هذه الدورة والتي ستتنافس فيما بينها:

_ تحالف الفتح: الذي يضم مجموعة من الفصائل المنضوية في المقاومة وفي هيئة الحشد الشعبي. ويتزعم التحالف هادي العامري.

_ ائتلاف سائرون بقيادة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، الذي تراجع عن قرار مقاطعته للانتخابات.

_ ائتلاف دولة القانون التابع لحزب الدعوة-جناح رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، مع الإشارة الى أن المالكي لم يترشح، لأن القانون الانتخابي بنظره سيحصر المرشح بدائرة صغيرة، وبالتالي مهما جمع من أصوات فإنه لن يحصل سوى على مقعده، ما يعني ضياع بقية الأصوات التي جمعها.

_ ائتلاف قوى الدولة الوطنية بزعامة رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.

_ تحالف العزم: برئاسة خميس الخنجر، والذي يشاركه فيه شخصيات وازنة مثل سليم الجبوري وخالد العبيدي.

_ تحالف تقدم: الذي يترأسه رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي.

_ تحالف جبهة الإنقاذ: برئاسة أسامة النجيفي.

_ تحالف المشروع الوطني العراقي: بزعامة جمال الضاري.

_ تحالف كردستان بين الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير.

_ تحالف الحزب الديمقراطي الكردستاني.

حركة المنافسات

بشكل عام فإن الاتفاقيات بين التحالفات ستؤجل الى ما بعد الانتخابات، ريثما تتمظهر القوة الشعبية لكل تحالف. لكن بطبيعة الحال ستكون الانتخابات فرصة كبيرة للتنافس بين قوى كل طيف عراقي واحد، التي تطمح لكسب المناصب الرئاسية في حصتها بشكل عام، وخصوصاً فيما يتعلق بمنصب رئاسة الحكومة. وعليه فإن التنافس سيكون شديداً بين:

_ تحالف الفتح وائتلاف دولة القانون وتحاف سائرون وتحالف قوى الدولة الوطنية. (معركة رئاسة الوزراء).

_ تحالف العزم والتقدم وجبهة الإنقاذ والمشروع الوطني العراقي (معركة رئاسة مجلس النواب).

_ تحالف كردستان ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني (معركة رئاسة الجمهورية).

 

مع الإشارة هنا، الى أن أحزاب ما يسمى بالمجتمع المدني (90 حزب تقريباً)، لم تستطع من حشد تأييد شعبي كبير كما كانت تأمل ذلك داعمتهم واشنطن. لذا فقد خرجت هذه الأحزاب مبكراً من التنافس على الصعيد الوطني العام، وما سموه سابقاً خلال مظاهرات تشرين 2019 بمعركة التغيير.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور