الخميس 14 تشرين أول , 2021 05:01

الاسرى: صراع مفتوح مع الاحتلال

الأسرى الفلسطينيون

تستمر مصلحة سجون الاحتلال منذ أكثر من 40 يوماً بجرائمها الانتقامية والتنكيلية الممنهجة بحق الاسرى الفلسطينيين على خلفية عملية نفق الحرية لا سيما ضد أسرى حركة الجهاد الإسلامي البالغ عددهم 400 ويشكلون 10% من مجمل أعداد الاسرى ويصل مجموع أحكام بعض القياديين الاسرى من الحركة  الى الـ 100 مؤبد.

المواجهة من داخل السجون

ومواصلةً لمعركتهم من داخل السجون الإسرائيلية بكل الطرق والسبل المتاحة، دخل منذ أمس 150 أسيراً – كدفعة أولى- من الجهاد الإسلامي، بالتنسيق مع أسرى الفصائل الاخرى، معركة الاضراب المفتوح عن الطعام والأمعاء الخاوية، وسيكون التصعيد بعد أسبوع بالإضراب عن الماء أيضاً، كما سيمتنعون عما يسمى "بالفحص الأمني"، وهذا الخيار هو برنامج تصعيدي متدرّج لمواجهة غطرسة الاحتلال وهجمته الشرسة على الأسرى، وجاء بعد فشل المفاوضات والوساطات مع مصلحة السجون التي مارست أقبح أشكال الخداع والمماطلة.

وإنّ جملة من الإجراءات كانت مفروضة بالأساس لكن مصلحة السجون شدّدتها وضاعفتها، منتهكة بذلك كل القوانين الدولية والاتفاقيات القانونية الموقعة، ومن أبرز هذه الجرائم المرتكبة بحق الاسرى:

_ عزل أسرى الجهاد الإسلامي في أقسام خاصة، وحرص الاحتلال على ان لا يجتمع إثنين من أفراد الحركة في قسم واحد، بالإضافة الى الاحتجاز في الغرف المحروقة مجردين من مقتنياتهم واحتياجاتهم الأساسية، حيث يتم تزويدهم بفرش للنوم الساعة الثانية عشر منتصف الليل، ويتم سحبها منهم الساعة السادسة صباحًا وخاصة في سجن "النقب".

_ فرض الغرامات المالية الباهظة بحقّهم

_ وان سمحت لهم مصلحة السجون بالفورة فهي تخرجهم الى ساحات السجن مقيدي الأيدي والأرجل

_ يتعمد الاحتلال نقل الأسرى إلى غرف الانتظار وإبقائهم فيها لساعات طويلة وهم مقيدون.

_ كما ان مصلحة السجون تترك دورات المياه معطلة، والطعام القليل الذي يقدّم لهم سيء جداً

وإن الهجمة الانتقامية من الاحتلال تهدف الى تقويض وتفكيك البنى الفصائلي داخل السجون وتسعى لنكبة خاصة بالأسرى الفلسطينيين.

معادلة الاسرى

وأمام هذا الاستهداف والاستفراد الواضح بحق الأسرى فان حركة الجهاد الإسلامي بشقيها السياسي والعسكري لن تترك أفرادها وحدهم بالسجن، فإعلان الأمين العام للحركة زياد النخالة "الذهاب للحرب من أجلهم" ولن تقف بوجه هذا القرار أي اتفاقيات أو أي اعتبارات أخرى، كما كان رد سرايا القدس بإعلان النفير العام في صفوف مقاتليها، وأنها على " جهوزية كاملة ورهن الإشارة" لتلبية ما قد تحتاجه معركة الاسرى من أي تصعيد محتمل.

وتشير أوساط التحليل الفلسطيني الى  ان هذه التصريحات تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والرسائل لكيان الاحتلال، أولها ان الأسرى صاروا جزءً من المعادلة، كما هي القدس والمسجد الأقصى، وان أي مساس بهم او بحياتهم او استشهاد أحد منهم متأثراً بالإضراب، سيؤدي الى تداعيات لا يحتمل الاحتلال عقباها، بالإضافة الى ان هذه التصريحات ستشكل ورقة ضغط على الاحتلال وشكلاً من أشكال رفع معنويات الأسرى للاستمرار بصمودهم وتحديهم.

وهي أيضاً رسالة لمن يدعي من الاحتلال انه يريد التهدئة في قطاع غزّة ويعمل بالوساطات، بضرورة رفع الانتهاكات بحق الاسرى.

وتشارك كل فصائل المقاومة الفلسطينية (حماس، فتح، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية) بالدعم وإسناد هذا التحرّك، كما تحظى هذه الخطوات من الاسرى بكامل الدعم الشعبي والإعلامي والقانوني، وستكون معركة وصراعاً مفتوحاً يفتح الأبواب أمام كل الاحتمالات.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور