الأربعاء 01 كانون الاول , 2021 05:01

يديعوت: التسوية لدى السنوار هي تحضير لمواجهة عسكرية أفضل

تتزايد بشكل مطرد العمليات الفدائية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث شهدت الفترة الأخيرة عمليتي طعن في القدس، الأمر الذي بات يشكل قلقاً لكيان الاحتلال الذي ترى أوساط إسرائيلية أنه لا زال إلى اليوم يجهل القراءة الصحيحة في التعامل مع قطاع غزة الذي يراه مصدّر العمليات العسكرية إلى الضفة الغربية والقدس وجنين، خاصة في مرحلة ما بعد معركة "سيف القدس" وكل الوساطات التي دخلت على خط التهدئة.

صحيفة يديعوت أحرنوت أشارت في مقال لها إلى ان "غزة تعتقد أن في "إسرائيل" أنصاف رجال لا يريدون إلا الهدوء، ولهذا يملون على "إسرائيل" متى التهدئة ومتى تفتح النار. وبالفعل، في الأسبوع الماضي، عندما قتل ايلي دافيد كي في القدس على أيدي ناشط حماس معروف، سارع الناطق بلسان حماس إلى الثناء على الرجل، و"إسرائيل" لا ترد على العملية حتى ولا بعقاب آني" معتبرة ان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يرى ان "التسوية من ناحيته ليست استراتيجية: هذا تكتيك، هدفه كسب الوقت للوصول إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل في وضع أفضل".

النص المترجم:

بدأت الاستعدادات في نيسان الماضي. ومع بداية تشرين الأول، أي في ذروة أعياد "تشري"، كان التنظيم الإرهابي لحماس في الضفة ناضجاً لتنفيذ سلسلة من عمليات إطلاق النار على المحاور ضد متنزهين وجنود إسرائيليين، وكانت خطة تركيز الجهد جاهزة لزرع سلسلة كمائن نارية وإصابة أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين في أثناء الأعياد.

 إلى جانب القتل المكثف، كان الهدف دفع الضفة إلى الفوضى: في مثل هذا السيناريو، كان الجيش الإسرائيلي سيضخ القوات ويفرض حظر التجول، وتبدأ الاحتكاكات مع السكان المحليين، وكانت صورة السلطة المهزوزة أصلاً ستتلقى ضربة أخرى، ولعل هذا سيكون المسمار الأخير في نعش أبو مازن.

 هذه الشبكة، الأكبر في حجمها منذ 2014، ضمت نحو 60 شخصاً وانكشفت في غضون أسابيع قليلة. والأشخاص الذين كانوا جزءاً منها لم يتقرر اعتقالهم إلا عشية الخروج إلى العمليات. وتبين في التحقيقات أنها أعدت أيضاً أربعة أحزمة ناسفة كان يفترض أن تتفجر في القدس وفي مدن أخرى في نطاق الخط الأخضر. كل هذا تم تحريكه من إسطنبول، ولكن حماس في غزة كانت مشاركة جيداً في العملية.

 ما الذي فكر فيه رجال التنظيم في القطاع؟ أن تنفذ حماس عملية انتحارية في باص إسرائيلي بحيث لا تتضرر غزة جراء ذلك؟ يبدو أن نعم. تعتقد غزة أن في "إسرائيل" أنصاف رجال لا يريدون إلا الهدوء، ولهذا يملون على "إسرائيل" متى التهدئة ومتى تفتح النار. وبالفعل، في الأسبوع الماضي، عندما قتل ايلي دافيد كي في القدس على أيدي ناشط حماس معروف، سارع الناطق بلسان حماس إلى الثناء على الرجل، ولكنه لم يتناول العملية، إذ إن حماس في المرحلة الحالية تفصل عملها في غزة عن عملها في الضفة. و"إسرائيل"، وفقاً لذلك، تخدم حماس: فهي لا ترد على العملية حتى ولا بعقاب آني، كي تبدي استياء في ضوء حقيقة أن حماس في غزة تحرض على تنفيذ العمليات، مع التشديد على القدس.

 في نصف السنة التي انقضت منذ "حارس الأسوار"، نتنفس الصعداء هنا على كل يوم يمر بهدوء، ويسعدون بـ "الردع". تماماً مثلما في السنوات التي سبقت حرب لبنان الثانية، نتباهى بوهم صواريخ "حزب الله" الصدئة. في أثناء الأشهر التي انقضت منذ "حارس الأسوار"، نجحت حماس في تجديد قسم لا بأس به من منظومة الصواريخ التي استخدمت في الحملة، واستؤنف العمل في قسم كبير من مصانع السلاح المتضررة في القطاع، بما في ذلك بناء وسائل خاصة، مثل الطائرات المسيرة، بوتيرة سريعة. بالتوازي، تجري حماس تجارب على صواريخ ومسيرات: فقبل بضعة أسابيع، اعترضت القبة الحديدية مسيرة غزية فوق البحر. غزة تتسلح استعداداً لمواجهة عسكرية أخرى، وعندنا في وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي يتمسكون بالتسوية كعنصر يضمن نوعاً من الاستقرار.

لقد أقنعت "إسرائيل" نفسها بأن السنوار زعيم يريد قبل كل شيء أن يحسن شروط المعيشة في القطاع، ولهذا تبدو التسوية مهمة له، غير أنها مهمة له لإعادة بناء ذراعه العسكري. من ناحيته، يعدّ تحسين مستوى المعيشة علاوة تسمح له بمواصلة السيطرة في القطاع. والتسوية من ناحيته ليست استراتيجية: هذا تكتيك، هدفه كسب الوقت للوصول إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل في وضع أفضل. إن المحاولات التي قامت بها الولايات المتحدة ومصر للمصالحة بين فتح وحماس، ولإقامة حكومة وحدة فلسطينية للوصول إلى تسوية مع "إسرائيل"، هي الأخرى هراء مطرز من إنتاج وزارة الخارجية الأمريكية والمخابرات المصرية.

 إن شبكة الإرهاب التي أحبطها جهاز "الشاباك" كان تصريح نوايا خطيراً لحماس في غزة. وماذا تقول السياسة الإسرائيلية؟ ما الاستراتيجية التي يمليها وزير الدفاع؟ ما هي توصيات رئيس الأركان؟ ليس واضحاً.


المصدر: يديعوت احرنوت

الكاتب: أليكس فيشمان




روزنامة المحور