الأربعاء 26 كانون الثاني , 2022 04:35

كيف أخفق الدعم الأمريكي للإمارات في تحقيق أهدافه في اليمن؟

حمل رد جيش واللجان الشعبية "إعصار اليمن" الذي استهدف مطار أبو ظبي ومنشآت حيوية إماراتية في دبي، بحجمه العسكري، رسائل الى كافة الأطراف المشاركة والراعية للعدوان المستمر منذ حوالي السبع سنوات على اليمن.

وأصيبت واشنطن بشظايا الضربة اليمنية على الامارات، وهي مستاءة طبعًا، لكن ليس بسبب نجاح مسيّرات اليمنيين وصواريخهم في استهداف الإمارات، فهذا الأمر سيكون لمصلحتها على الأقل في إبرام صفقات ضخمة لمنظومات دفاع جوي "متطورة"، مثل منظومة "ثاد" أو غيرها من المنظومات الأغلى ثمنًا، وعلى الأقل في تعزيز ارتهان الإمارات لسياستها أكثر وأكثر، بهدف "حمايتها" المزيفة، ولكنه فعليًّا مستاءة لأنّ الإمارات -كنظام- التي جهّزتها وحضّرتها ودعمتها ووجّتهها لتكون بيدقًا نشطًا وفاعلًا لتنفيذ أجندتها في المنطقة، خدمةً لـ"إسرائيل" أو لاستراتيجيتها بين الخليج واليمن وباب المندب وجزر اليمن كافّة، وصولًا الى سواحل الدول الأفريقية على البحر الأحمر، لم تكن على قدر المسؤولية، وفشلت أولًا في حماية نفسها وعمقها، ولم تستطع أن تبرهن على أنها قادرة على أداء الدور الذي أناطها به الامريكي، ومشكلة الأخير اليوم تكمن في البحث عن بيدق آخر قادر على الصمود بمواجهة إعصار أطراف محور المقاومة الذي يتمدد أكثر وأكثر.

بالإضافة الى ذلك، تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للحفاظ على قدر عال من التوتّر في اليمن، من خلال إعادة إشعال الجبهات كافة ربطاً بـ "مصيرية" مأرب والمعركة فيها وعليها. إذ تعتقد الإدارة الامريكية أن خسارة مأرب تعني خسارة ورقة اليمن المهمّة، والتي يمكن أن تكون عامل جذب لمكاسب معينة على طاولة المفاوضات، انطلاقاً من فيينا وصولاً إلى بغداد، لذلك فإن وقوف واشنطن الى جانب الإمارات ودعمها ومساندتها لتصدي أي "هجوم" مفاجئ عليها، هو كي تكون الإمارات "رأس الحربة" في اليمن بعد فشل السعودية في تحقيق أي انجاز نوعي ووصولها الى طريق مسدود.

وعلى رغم الاستنفار الأميركي لدعم العدوان، والذي عمل عليه السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، في البيت الأبيض والكونغرس، وأسفر عن اتّصال أجراه وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، بوليّ عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، إلّا أن الحركة الأميركية تظلّ مقيّدة؛ ذلك أن التصعيد يتعارض تماماً مع ما أعلنته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من رغبتها في وقف الحرب، وإنهاء دعم "التحالف" بالأسلحة الهجومية، خاصة بعدما ثبت أن سلاح حركة الجيش واللجان الشعبية يُصنع في غالبيّته محلياً (يؤكد تقرير سرّي لمجلس الأمن الدولي، اطّلعت عليه صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأميركية، أن حركة أنصار الله تُصنّع معظم صواريخها باستخدام مواد محلية ومكوّنات أخرى تحصل عليها من الخارج، عبر شبكة معقّدة من الوسطاء في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا)، كما أن قرارهم ذاتي، وبالتالي فإن الحلّ الوحيد هو وضع نهاية للعدوان، وليس التفاوض الذي يمزج بين الساحات. وعليه، ستحتاج واشنطن، من أجل تحقيق هذا الهدف، إلى التفاوض مع اليمنيين وليس مع أيّ أحد آخر.

أبرز التصريحات الأمريكية حول عمليات "إعصار اليمن":

_ عبّر وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن عن قلقه، بالقول "أن الولايات المتحدة قلقة جداً من التصعيد في اليمن، أدعو جميع أطراف النزاع إلى وقف التصعيد والامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، والمشاركة الكاملة في عمليّة سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة".

_ قال اللفتنانت كولونيل فيليب فينتورا المتحدث باسم القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط "إن القوات الأمريكية في قاعدة الظفرة كانت في حالة تأهب مشددة وقضت حوالي ساعة في مخابئ أمنية بعد انطلاق الإنذار الصاروخي."

_قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية الكابتن بيل أوربان إن القوات الأمريكية "حددت حالة تأهب قصوى وقت الهجوم، وهو الثاني في غضون أسبوع، والذي شمل طيارين يستخدمون المخابئ المتاحة". واضاف ان "القوات الامريكية في الظفرة ما زالت متيقظة ومستعدة للرد في حال حدوث اي هجمات لاحقة".

_قال ويليام ف. ويشسلر مدير أول لمركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي في أول خطاب له عن السياسة الخارجية بعد التنصيب، تعهد الرئيس بايدن بشكل مناسب "بمواصلة دعم ومساعدة المملكة العربية السعودية في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها، بعد الهجمات الأخيرة في الإمارات العربية المتحدة، ستراقب المنطقة لترى كيف تُترجم هذه التعهدات إلى أفعال".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور