السبت 19 شباط , 2022 03:12

معاناة تقسيم النفوذ بين السعودية والامارات لم تنته بعد!

بن زايد وبن سلمان

لكمات متبادلة ما بين السعودية والامارات على الأراضي اليمنية أتت هذه المرة على شكل كمين مسلح استهدف شحنة أسلحة سعودية قامت بها القوات الموالية لأبو ظبي في وادي حضرموت كانت متوجهة لتعزيز الجبهة التي تتواجد فيها قوات مدعومة من الرياض والتي كانت قد وصلت إلى المهرة عبر ميناء نشطون.

على الرغم من الموقف الحرج الذي تمر به الحليفتان، إلان ان معاناة تقاسم النفوذ لم تنته بعد، مع إصرار الجيش واللجان الشعبية على إحباط كل المحاولات للوصول الى أهدافهما. حيث شهدت الأسابيع القليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين الجانبين على جبهات شبوة الثلاث على وجه التحديد، والتي لم تستطع القوات المدعومة سعودياً السيطرة عليها إلى حد اللحظة رغم الاستماتة في القتال.

هذه المعركة توازيها معركة من نوع آخر، في ظل تضارب المصالح السعودية-الإماراتية في محافظة حضرموت والمناطق الساحلية، المحاذية للحدود السعودية. فبعد ان توجهت أبو ظبي لتحشيد المعركة والعمل على السيطرة على حضرموت بشكل كامل، عبر القيام بعملية إعادة تجهيز الميليشيات التابعة لها بالعتاد والعديد واستقدام المجندين من عدن، قامت السعودية باستنفار الميليشيات التابعة لها ونقلها من محاور شبوة إلى حضرموت مستعينة ببعض الألوية "المنشقة" عن العمالقة كاللواءين الـ 2 و3. حيث أتت هذه الحركة بعيد اعلان المتحدث باسم التحالف من شبوة انطلاق عملية "اليمن السعيد".

رسائل أخرى وجهتها الرياض وصلت إلى أبو ظبي دون مواربة كانت على شكل انتقال وزير الداخلية في حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، إبراهيم حيدان، إلى قصر المعاشيق الرئاسي في عدن بعدما كان يقيم في حضرموت في مدينة سيئون، على متن طائرة سعودية في حركة اعتبرتها القوات الإماراتية المتواجدة على الأرض "مستفزة".

هذا الحراك العسكري غير المستجد الذي تهدؤه التسويات في الغرف المغلقة ما بين أبو ظبي والرياض ويعود إلى مسار التصعيد مع تضارب المصالح لم يكن وليد معركة دون أخرى، إنما هو نهج قائم بينهما، ترجم على غير صعيد وكان آخره الجولات الدبلوماسية رفيعة المستوى التي لجأت إليها الامارات بالتزامن مع عمق الأزمة التي تعانيها السعودية حيث حطت طائرة كبار المسؤولين الاماراتيين على مدرج مطارات كل من إيران وسوريا في خطوة شديدة الحساسية بالنسبة للرياض، واضطرار الامارات إعادة رسم خريطة تدخلها في اليمن بعيد العمليات العسكرية الأخيرة -إعصار اليمن- التي استهدفت عمقها الاستراتيجي الأمر الذي ينذر بتضييق الخيارات المفتوحة أمام السعودية أيضاً.

وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور