الأحد 27 شباط , 2022 04:05

"التواجد الدولي المؤقت في الخليل": جرائم المستوطنين تحت أعين الأمم المتحدة

بعد مجزرة الحرم الابراهيمي عام 1994 – في الخليل - التي  نفذها كيان الاحتلال على يد المستوطن "باروخ غولدشتاين" والتي أدت الى استشهاد 29 من المصلين الفلسطينيين وجرح أكثر من 15 آخرين، شكّلت الأمم المتحدة بعثة "التواجد الدولي المؤقت في الخليل" (TIPH) وبدأت عملها عام 1997.

وتشكلت من64 موظفا دوليا من الدانمارك والنرويج وإيطاليا والسويد وسويسرا وتركيا، إلى جانب 20 موظفا محليا. کما توظف البعثة مراقبين يتحدثون العربية والعبرية، ومراقبين لهم خلفيات شرطية أو عسكرية.

مهامها

_ تعزيز الشعور بالأمن لدى الفلسطينيين في الخليل.

_ المساعدة على تنمية الاستقرار وخلق بيئة ملائمة للتواصل من أجل تعزيز رفاهية الفلسطينيين في الخليل وتنمية اقتصادهم.

_ مراقبة تعزيز السلام والازدهار لدى الفلسطينيين.

_ المساعدة في تنمية وترويج وتنفيذ المشاريع المقدمة من الدول المانحة.

_ تشجيع النمو الاقتصادي والتنمية في الخليل.

_ كتابة التقارير حول الخروقات وانتهاكات القانون الدولي وقانون حقوق الانسان.

وحاولت البعثة الحفاظ على وجود ميداني، وخاصة في "المناطق الساخنة" مثل: البلدة القديمة، تل الرميدة، طارق بن زياد، وجبل جوهر. كما تخصيص دوريات ملاحظة ومراقبة يومية للوضع في المدينة.

الارتهان لكيان الاحتلال

الا أن هذه البعثة بقيت منحازة الى كيان الاحتلال – كما هو حال المجتمع الدولي دائماً – حيث أنها حصلت على صفة "مراقب" من حكومة الاحتلال. وبقيت تقاريها شكلية حيث أنها لم تساهم فعلياً في تحسين ظروف الفلسطينين، بل على العكس كانت أعينها عمياء عن كل ما تعرّض له الشعب الفلسطيني طوال فترة وجودها. حيث زادت الهجمات الاستطانية وارتفع معدّل جرائم المستوطنين في الخليل.

الخليل تتعرض لهجمات استيطانية!

أحاط كيان الاحتلال مدينة الخليل بمستوطنات تحاصرها من كل جانب بهدف عزلها وثم عزل كل منطقة فيها على حدة بسياج استيطاني، إلى أن تتلاشى في إطار تغيير جعرافي وديموغرافي. كما أن المستوطنات بُنيت على قمم الجبال للحصول على مواقع إستراتيجية يصعب مهاجمتها أو التسلل إليها واقتحامها، ومعظمها زراعية (أكثر من 15) بالاضافة الى اثنين صناعيتين ما يدلّل أن الهدف الأول للاستيطان هو استغلال الأرض الفلسطينية لتحصيل الاحتلال الفائدة المادية، ويدحض الادعاءات التاريخية الدينية اليهودية.

كما أن الموضوع الأمني يأخذ مكانة هامة في بناء المستوطنات وذلك من خلال وجود أكثر من تسع مستوطنات عسكرية للمراقبة الأمنية في المنطقة. وذلك بحسب الدراسات الفلسطينة منذ العام 2004 أي أن هذا العدد اليوم قد تضاعف مع ازدياد الهجمات الاستيطانية.

88% من الفلسطيين في الخليل يشعرون بانعدام الأمان!

 حسب مركز الإحصاء الفلسطيني للعام 2016 فقد بلغ عدد المستوطنين الذين يحتلون أراضٍ في محافظة الخليل نحو 19363 مستوطناً. وقد خصّص الاحتلال  لمنطقة الخليل المستوطنين الذين لديهم صفات أكثر تشدداً وحقداً.  فهم يعتبرون الأشد تطرفًا من الناحية السياسية، وتعصبًا من الناحية الدينية ،والأكثر عدوانية. فاليهود الذين استوطنوا الخليل في الأساس، ومنذ ما بعد عام 1929 وأحداثه ( "أحداث البرق"، نسبة للاشتباكات بين اليهود والفلسطينين عندحائط البراق أيم اللستعمار البريطاني) وكانوا غالبًا من المنبوذين، وغير المرغوب فيهم في المجتمع اليهودي، وكانت لهم سوابق جنائية، ومخالفات قانونية في الدول التي أتوا منها.

وتتعدد أنواع الاعتداءات التي يمارسها المستوطنون بحق الفلسطينيين من اعتداءات لفظية وشتائم إلى اعتداءات جسدية كالضرب وإطلاق النار والدهس وغيرها والتي تطال الأطفال بشكل ممنهج، إلى جانب التعدي على الممتلكات الخاصة مثل الأشجار أو السيارات، إضافة الى الاعتداءات على الممتلكات العامة كدور العبادة والمدارس. وكذلك يعمل المستوطنون على ترويج المخدرات بين الشباب الفلسطيني.

 وبناءً على دراسة استطلاع رأي قام بها "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية" عام 2016 خلصت النتائج الى إظهار تنامي الشعور بالقلق والخوف لدى الفلسطيين تحديداً في منطقة الخليل جراء اعتداءات المستوطنين: 88% من الفلسطينيين حتى آب 2016 يشعرون بانعدام الأمان في تلك المنطقة المصنّفة (H2 حسب تقسيمات الاحتلال). ويكمل الاستطلاع للوصول الى أن 38% من الفلسطيين تعرضوا هم أو أحد أفراد أسرتهم الذين يعيشون في بيت واحد الى عنف المستوطنين.

قرار إيقافها بيد الاحتلال!

من ناحية أخرى، ارتهن قرار وجودها على الأراضي الفلسطينية المحتلة بيد حكومة الاحتلال التي أقدم رئيسها السابق بنيامين نتنياهو على إيقاف عملها في العام 2019 وعدم التمديد لولايتها!

وتقع مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وهي أكبر مدن الضفة مساحةً -  42 كلم 2 -  وسكانًا، حيث بلغ عددهم  وفق جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني حوالي 250 ألف نسمة عام 2018.  


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور