الثلاثاء 30 أيار , 2023 03:20

17 يومًا من الحصار: الجيش يحرس اعتداءات المستوطنين

جيش الاحتلال يحاصر بلدة المغيّر

أكثر من 153 شهيد فلسطيني قتلهم كيان الاحتلال، بجيشه وشرطته ومواطنيه، في الضفة الغربية المحتلّة خلال الـ 5 أشهر الماضية. يكّثف الاحتلال من عدوانه على مناطق الضفة، ولاسيما جنين ونابلس وطولكرم، التي شهدت في الأيام الماضية اقتحامات واسعة وسط تصدي كتائب المقاومة والمواطنين. أمّا شرق رام الله، وتحديدًا في بلدة "المغيّر" يواصل جيش الاحتلال للأسبوع الثالث على التوالي، فرض حصاره على البلدة وعدوانه على حوالي 4000 فلسطيني يقيمون فيها.

اعتذار من المجرمين والمعتدين!

أغلق الجيش بالسواتر الترابية والمكعبات الخرسانية والآليات العسكرية المدخليين الرئيسيين للبلدة، مجمّدًا بذلك حركة أهلها في الدخول والخروج منها، ويعزلهم عن القرى الأخرى. يأتي هذا الحصار والعدوان في إطار إجراءات الاحتلال الانتقامية من المقاومة الشعبية الفلسطينية التي تتصدّى للمستوطنين الذين يقتحمون البلدة من خلال رشقهم بالحجارة.

يطالب الجيش أهالي القرية بالاعتذار من المستوطنين وسط تهديدات بالإمعان بالعدوان وإطالة أمد الحصار! كما يزعم الجيش إيقاف استهداف البؤر الاستيطانية المجاورة للبلدة. فيما تتعرض المغير لهجمات منظمة من عصابات المستوطنين الذين يعتدون على المزارعين ويهاجمون بيوت الفلسطينيين وممتلكاتهم.

 شهدت بلدة المغير يوم السبت الماضي اعتداءات من المستوطنين بتأمين من جيش الاحتلال، ما أدى الى إصابة 4 مواطنين فلسطينيين بالرصاص الحي، كما تعرّض 5 سيارات للحرق بشكل كامل. حتى جامع المغير لم يسلم قبل عامين من اعتداء المستوطنين الذين أضرموا به النار وكتبوا الشعارات العنصرية على جدرانه.

أمام الحصار المفروض، يضطر الفلسطينيون لسلك الطرق الجبلية الوعرة والوديان التي تمتد عشرات الكيلومترات للتمكّن من الخروج من القرية، وتلبية احتياجاتهم أو الوصول الى أماكن عملهم في المدينة (رام الله).

تسببت اعتداءات المستوطنين ضد القرية، خلال العامين الماضيين في جرح وإصابة 200 فلسطيني، إلى جانب حرق المحاصيل الزراعية الموسمية، وتقطيع المئات من أشجار الزيتون، التي يفوق عمرها عمر تأسيس هذا الكيان المؤقت على أرض فلسطين المحتلّة.

معاناة المغير

وفق التقسيمات المناطقية التي فرضها اتفاق أوسلو عام 1993، وقسيم مناطق النفوذ بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال. تقع معظم أراضي المغير في المنطقة ذات الرمز "C" والتي يسيطر عليها الاحتلال، والتي يزعم أنها منطقة عسكرية مغلقة منذ احتلاله للضفة الغربية عام 1967. اذ إنّ 1200 دونم فقط من البلدة من أصل 41 دونمًا من مساحتها تقع خارج المنطقة "C".

يمنع الاحتلال التجمعات الفلسطينية في هذه المناطق، ويسطو عليها لبناء المستوطنات وشرعنتها وإقامة الطرق الالتفافية الخاصة بالمواقع العسكرية. كما يمنع مختلف الأعمال فيها من زراعة أو رعي، وغيرها من الأنشطة التي يعتاش منها الفلسطينيون في القرى.

أكثر من 40 منزلًا في المغير مهدد بالهدم، فيما يفرض أيضًا غرامات مالية باهظة على الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول الى أراضيهم الزراعية وإدخال الآليات الزراعية للاستفادة من المحاصيل. تصل الغرامات المالية الى 200 ألف شيكل أي ما يعادل حوالي 58 ألف دولار.

تحاصر مستوطنتي "شيفوت راحيل" و"عدي عاد"، ومعسكر للجيش "مفيو شيلو"، بلدة المغيّر. وذلك بالإضافة الى طريق استيطاني يشطرها الى قسمين (الشارع الاستيطاني "ألون" رقم90)، ومؤخرًا بدأ الاحتلال بتأسيس بؤرتين استيطانيتين جديدتين فيها.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور