الأربعاء 23 آذار , 2022 02:37

عملية بئر السبع: كابوس "إسرائيل" يتحقق فعلياً!

عملية بئر السبع

إن أكثر سيناريو يقلق كيان الاحتلال المؤقت كان انتقال العمليات الفدائية الفردية من دهس وطعن من القدس والضفة الغربية الى مناطق الداخل المحتل. ففي ثماني دقائق عاشت "إسرائيل" "الكابوس الذي تحقق فعلياً" بحسب ما وصف الاعلام العبري.

أقدم الشاب محمد ابو القيعان، وهو أسير محرّر قضى خمسة أعوام في سجون الاحتلال، على تنفيذ عملية "هي الأقوى منذ خمس سنوات" (موقع "والاه" العبري)، فيما وصفها الصحافي الإسرائيلي مندي ريزل بأنها "الأولى التي ينفذها فلسطيني من الداخل بهذه الخطورة منذ 30 عامًا...كما حصل في محطة الحافلات عام 1991"، حيث قاد أبو القيعان سيارته بسرعة إلى أن صدم سائق دراجة إسرائيلي، ثمّ نزل من السيارة بالقرب من محطة للوقود وقام بطعن مستوطنة ثم عاد إلى سيارته وسار بعكس الطريق حتى اصطدم بسيارة حالت بينه وبين استمرار القيادة، لينزل من جديد بالقرب من مركز تجاري ويقتل اثنين آخرين، ويستشهد بعدها.

لم تتوقع تقديرات مؤسسات الكيان الأمنية عملية بهذه الجرأة وخاصة أن المنفّذ الشهيد "كان تحت مراقبة الشاباك بعد الإفراج عنه من السجون" بحسب ما ذكرت قناة "كان" العبرية. فقد شكّلت صدمة في أوساط الاحتلال السياسية والعسكرية" – تضيف القناة -، فالرد على انتهاكات قوات الاحتلال الأخيرة في صحراء النّقب من تشجير استيطاني وجرف للمنازل الفلسطينية وتهجير البدو طمعاً بتنفيذ مشاريع لها أبعاد مهمة في المنطقة وانعكاسات خطيرة جاء من قلب النّقب.

على إثرها رفع جيش الاحتلال التأهب في جميع المناطق المحتلّة " خشية عمليات مستوحاة من عملية بئر السبع" وسط مخاوف إسرائيلية جديّة من تصعيد عمليات المقاومة من جديد في أيام شهر رمضان (الهجري) القادم على غرار السنة الماضية نتيجة دعوات المستوطنين لاقتحام باحات المسجد الأقصى حيث قالت مصادر سياسية في الاعلام العبري " نأمل ألا تكون عملية بئر السبع هي براعم ما نتوقعه في شهر رمضان".

 إسرائيل أكثر دولة غير آمنة بالنسبة لليهود

ومن ناحية أخرى فان أي عملية تؤدي الى قتل جنود أو مستوطنين دائماً ما تتسبّب بشرخ لدى مسؤولي الاحتلال وتقاذف التهّم في ما بينهم فلا أحد يريد تحمّل مسؤولية هذه الصفعة. وتُرجم حجم الضربة في مظاهرات لمئات المستوطنين في بئر السبع المحتلّة طالبت الحكومة بالاستقالة. في وقت اعتبرت فيه "القناة 14" العبرية أن " إسرائيل أكثر دولة غير آمنة بالنسبة لليهود".

وعلى المقلب الآخر نغّصت العملية على وزير حكومة الاحتلال نفتالي بنيت زيارته الى شرم الشيخ في لقاء يجمعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان حيث اضطر بنيت الى متابعة الاتصالات الأمنية والأوضاع عن كثب. وقد حملت العملية رسالة الشعب الفلسطيني الرافض لهذا اللقاء وما سيؤول اليه من مشاريع.

في المقابل وزّع الفلسطينيّون الحلوى في قطاع غزّة ابتهاجاً بالعملية التي اعتبرتها جميع الفصائل الرد الطبيعي والمشروع على الاحتلال، وأكّدت حركة حماس في بيانها "أنَّ انتفاضة شعبنا وتصدّيه البطولي لإرهاب الاحتلال ومستوطنيه المتصاعدة في عموم أراضينا المحتلة...ستتواصل بكل قوّة، ردّاً على العدوان وحماية للأرض والمقدسات". ‏


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور