الثلاثاء 10 أيار , 2022 03:09

الذكرى الـ 77 للنصر على النازية: أمريكا حليفة النسخة الجديدة منها!!

الرئيس بوتين في ذكرى النصر على النازية

كعادتها في الـ 9 من أيار/مايو من كل عام، احتفلت روسيا بالأمس الإثنين، بمناسبة الذكرى السنوية الـ 77، للنصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. من خلال عرض عسكري كبير في الساحة الحمراء، وكان لافتاً هذا العام مشاركة عسكريين من الوحدات التي تقاتل على جبهات العملية العسكرية في أوكرانيا.

وعلى عكس ما تدّعيه دول ما يسمى بالحلفاء، بأنهم هم من انتصروا على الفاشية والنازية، بينما تثبت الوقائع التاريخية بأن روسيا (وريثة الإتحاد السوفياتي)، بأنه كان لها الفضل الأكبر في هذا الإنجاز، لا سيما بعد معركة "ستالينغراد"، وكان لها أيضاً النصيب الأكبر من التضحيات. وهذا ما انعكس إصراراّ من الشعب الروسي على إحياء هذه المناسب، لتخليد ذكرى جنوده الذين سقطوا خلال هذه المعارك.

وهذا ما يفسر أيضاً، أحد الأسباب الرئيسية لخوض روسيا حالياً، صراعاً عسكرياً في أوكرانيا. من خلال مواجهتها لأنصار الأيديولوجيا القومية النازية الجديدة، الذين يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بـ"ستيبان بانديرا" كملهم لهم. وهو الذي قاتل الى جانب النازيين الألمان، في الحرب العالمية، وارتكب معهم العديد المجازر. ومن سخرية القدر أن المعسكر الغربي الذي يدّعي محاربته للنازية، هو أكثر الداعمين لهذه المجموعات اليوم ضد روسيا.

خطاب الرئيس بوتين

وحول هذه الأفكار، تمحور خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي هنأ فيه كل العسكريين والمحاربين القدامى بعيد النصر، مؤكداً على مشاعر الفخر بجيل النصر الأبي الباسل، وأن واجبهم هو الحفاظ على ذكرى أولئك الذين سحقوا النازية.

وحول العملية العسكرية لبلاده في أوكرانيا، فقد أكد أن قرار بدء العملية كان اضطراريا وصحيحا وفي توقيته، متهماً الدول الغربية بأنها كانت تستعد لغزو بلاده.

مشدداً على أن روسيا دائماً ما كانت تدعو، إلى حوار نزيه وأمن متساو وغير قابل للتجزئة للجميع، لكن عبثا فإن دول حلف شمالي الأطلسي "الناتو" لم ترغب في سماعهم، بل وكانت لديها خطط مختلفة تماماً، منها الاستعدادات لشن هجوم على دونباس وشبه جزيرة القرم. مضيفاً بأن الناتو بدأ يزحف عسكرياً نحو الأراضي المجاورة لبلاده، ومقتربا من حدودها، ما أوحى لموسكو بأن الصدام مع النازيين الجدد أمر لا مفر منه. لذلك صدت القوات الروسية العدوان بشكل استباقي، لذلك كان القرار اضطراريا لكن في الوقت المناسب، وقد كان القرار الصائب الوحيد.

وأشار الرئيس بوتين إلى أنه في فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالتحدث عن "فرادتها"، مهينة ليس دول العالم فحسب، بل وحتى من يدور في فلكها الذين قبلوا ذلك بخنوع. مؤكداً أن روسيا بلد من قبيل مختلف، وأنها لن تتخلى أبدا عن احترامها لجميع الشعوب والثقافات، وهو ما قرر الغرب إلغاءه. مخاطباً مقاتلي دونباس وجنود الجيش الروسي الذين يقاتلون في أرضهم، بأنهم يقاتلون من أجل الوطن والمستقبل، كي يكون العالم خاليا ممن وصفهم بالجلادين والنازيين.

ومن ناحية أخرى، شارك في العرض العسكري حوالي 11 ألف عسكري و131 قطعة من المعدات العسكرية، بينها صواريخ باليستية عابرة للقارات.

دلالات الخطاب

وبعكس ما توقعه الكثيرون خلال الفترة السابقة، من أن يصدر بوتين إشارات مهمة، إلى مستقبل العملية في أوكرانيا خلال الخطاب، أو ما يمكن له من أخذ إجراءات على هذا الصعيد. فإنه لم يعلن عن تعبئة عامة من أجل خوض حرب شاملة هناك، كما لم يصدر أي تهديد باستخدام ترسانة بلاده النووية أيضاً. وبالتالي، فإن هذا يدلً على أن مسار العملية سيبقى في وتيرته الحالية، وأن موسكو ليست في عجلة من أمرها لتصعيد الأمور. خاصةً وأن هناك العديد من الدول الأوروبية تسعى للعب دور الوسيط، وربما هذا ما يفسره تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخير، بأنه في سبيل إنهاء ما يجري في أوكرانيا، يجب بناء السلام من دون "إذلال" روسيا على حد تعبيره.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور