الأربعاء 21 نيسان , 2021 03:39

التودد التركي لمصر تراجع أم مناورة !

تركيا ومصر

تلقف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الرسائل العالية النبرة الصادرة عن البيت الأبيض فسارع الى محاولة ترتيب علاقاته بدول الجوار و من ضمنها مصر التي و منذ اسقاط الرئيس محمد مرسي كانت سياسة اردوغان اتجاهها عدائية و بالطبع فيما لو تمت المصالحة المصرية التركية فان تغيرات كثيرة ستطرأ على المنطقة.

أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن علاقة بلاده مع مصر دخلت مرحلة جديدة، في أحدث إشارة على محاولات التقارب مع القاهرة.

وبالرغم من وجود علامات لهذا التقارب، إلا أنه لم نشهد حتى الآن إجراءً رسمياً يجمع بين الطرفين. لكن ما لفت الانتباه هو المغازلة التركية لمصر، في وسائلها الإعلامية وفي حديث وزير الخارجية. مما يطرح عدة تساؤلات عن دوافع أنقرة من هذا التقارب، وكيف يؤثر على الأوضاع في المنطقة وأزماتها؟ إضافة إلى معرفة كيف ستوائم تركيا بين دعمها للإخوان المسلمين وإعادة ترتيب العلاقة مع مصر؟

اتسمت العلاقة بين البلدين بالاستقرار والتعاون على أساس مصلحي، حتى عام 2014 حينما أسقط الرئيس المصري محمد مرسي وانتخب عبد الفتاح السيسى مكانه. الأمر الذي أغضب “أردوغان” الداعم الرئيسي للتيارات الإسلامية السياسية، وعلى رأسها الاخوان المسلمين في مصر.

وأعلن الرئيس التركي أن ثورة 30 يونيو ثورة انقلابية على نظام جماعة الإخوان المسلمين، كما اتهم الحكومة المصرية أنذاك بممارسة إرهاب الدولة، ولم يقف غضب أردوغان عند هذا الحد، بل سمح لجماعة الإخوان ومحطات تليفزيونية معارضة للنظام المصري بالعمل من داخل تركيا. وبدأت تنمو سياسة العداء التركي المصري مما انعكس سلبا في ملفات عديدة ممثل العلاقة بين مصر وقطر، والملف السوري والأزمة الليبية، والصراع على الغاز في البحر المتوسط.

وفي الآونة الأخيرة بدأت تركيا تغيير لهجتها حيال علاقاتها مع مصر، وجرى الحديث عن وجود اتصالات استخبارية ودبلوماسية مع القاهرة، رغم التقارير التي تحدثت عن تعثر هذه المحادثات. وبالرغم من ذلك فلتركيا دوافع عديدة لتحسين علاقتها مع مصر ليس اقلها أهمية تخوف انقرة من سياسات “بايدن” إضافة الى رغبة اردوغان في تحسين علاقته مع دول الجوار. مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية القادمة 2023م في ظل تراجع شعبيته وخسارته لانتخابات البلديات وتعرضه للنقد من جانب المعارضة إضافة الى طرح مصر مناقصة للتنقيب عن النفط والغاز في مياهها الإقليمية شرق المتوسط، وأخذت في الاعتبار الحدود المشروعة للجرف القاري التركي (منطقة ماردين28) وهذا ما أشاد به وزير الخارجية التركي واعتبر أن هذه الخطوة ستؤدي إلي فتح باب لمباحثات ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

كما أن لمصر مصالحها أيضا من عودة العلاقة الى طبيعتها سواء اقتصاديا من خلال تحسين حركة التبادل التجاري بين البلدين او من خلال حرص مصر على عدم فتح جبهات للصراع في نفس الوقت وللتفرغ لملف سد النهضة في ظل قرب بدء أثيوبيا للملء الثاني للسد يوليو2021، وتزايد التوتر بين البلدين وهو ما يمكن أن ينعكس على سياسة مصر الخارجية.

وعلى الرغم من محاولة تركيا تحسين العلاقة مع مصر، الا ان الأمر لن يكون بهذه السهولة لوجود عدة عقبات امام عودة العلاقات بين البلدين منها: استمرار انقرة بدعم الإخوان المسلمين، ورغبة مصر في إلزام تركيا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وهذا ما ظهر في بيان للخارجية المصرية حول الانتهاكات التركية لسيادة العراق وسوريا. فلذلك على تركيا أن تقدم بعض التنازلات إذا كانت راغبة حقاً في إعادة احياء علاقتها بمصر وهذا ما أكده وزير الخارجية المصري “سامح شكري” في قوله ’’ نحن لا ننظر إلى التصريحات وإنما إلى الأفعال’’.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور