الجمعة 15 تموز , 2022 01:51

تيران وصنافير: خسارة مصرية لصالح إسرائيل

تيران وصنافير

خسرت مصر مرة أخرى في رهانها على الولايات المتحدة. فقضية جزيرتي تيران وصنافير وصلت إلى خواتيمها، بعد اتفاق أُنجز قبل وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، لصالح "إسرائيل" عن طريق إحالة السيادة على هاتين الجزيرتين للسعودية.

في 8 نيسان/أبريل 2016، وفي أثناء زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده لمصر، فوجئ الشعب المصري بأنه قد جرى التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وستتنازل مصر بناء عليها، عن سيادتها على الجزيرتين. حينها، خاض الشعب المصري معركة محتدمة، اسقط على اثرها القرار بحكم أصدرته المحكمة الإدارية العليا يقضي بمصرية هاتين الجزيرتين، وبالتالي بطلان توقيع الاتفاقية. 

لكن الأهمية التي تتسم بها تلك الجزيرتين وضعتهما ضمن دائرة المصالح الضيقة والقريبة جداً من البلاط والكنيست والكونغرس.

ممر أمني واستراتيجي

تكمن أهمية هذه الجزر في الممرات الثلاثة التي تتشكل فيما بينها، حيث يقع 2 منها بين جزيرة تيران وشرم الشيخ ويبلغ عمق الأول 290 متراً وهو الممر الوحيد الصالح للملاحة، الممر الثاني يُسمّى ممر ويبلغ عمقه 73 متراً والممر الثالث يقع بين جزيرتي تيران وصنافير ويبلغ عمقه 16 متراً فقط.

من الناحية الاستراتيجية، تتحكم الجزر بالمداخل الوحيدة لمضيق تيران الذي يبلغ عرضه 4.5كم ويُعد البوابة الوحيدة لخليج العقبة، ما يجعلها تتحكّم في حركة الملاحة الدولية وتمكن الطرف المسيطر عليها من إغلاق الملاحة في الخليج في أي وقت في اتجاه ميناء "إيلات" في فلسطين المحتلّة وميناء العقبة الأردني.

موقع اكسيوس أشار في مقال له تحت عنوان "صفقة التفاوض الأمريكية بين السعوديين والإسرائيليين والمصريين"  إلى ان إدارة بايدن كانت تتوسط بهدوء بين السعودية وإسرائيل ومصر بشأن المفاوضات التي، إذا نجحت، يمكن أن تكون خطوة أولى على طريق تطبيع العلاقات بينهما.

وقالت خمسة مصادر أميركية وإسرائيلية للموقع، إن الاتفاق يتضمن إنهاء نقل جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر من السيادة المصرية إلى السعودية. إذا تم التوصل إلى ترتيب، فسيكون ذلك إنجازًا مهمًا للسياسة الخارجية لإدارة بايدن في الشرق الأوسط.

وقالت المصادر الأمريكية والإسرائيلية إن الاتفاق ليس كاملاً والمفاوضات الحساسة جارية، بحسب مصادر أمريكية وإسرائيلية مطلعة على المفاوضات لكن ليس لها مطلق الحرية في مناقشتها علنًا. ويريد البيت الأبيض التوصل إلى اتفاق قبل زيارة الرئيس بايدن.

وامتنع البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التعليق. ولم ترد سفارتا السعودية ومصر على الفور على طلب للتعليق.

وتعتقد إدارة بايدن أن وضع اللمسات الأخيرة على ترتيب يمكن أن يبني الثقة بين الطرفين ويخلق انفتاحًا على العلاقات الدافئة بين إسرائيل والسعودية، اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية.

بموجب معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية لعام 1979، يجب أن تكون تيران وصنافير منطقة منزوعة السلاح ولديها قوة من المراقبين متعددي الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة.

على الرغم من الاحتجاجات العامة في مصر، وافق البرلمان المصري في حزيران/ يونيو عام2017 والمحكمة العليا في البلاد في آذار/ مارس 2018 على صفقة لنقل السيادة إلى السعودية.

لكن الاتفاق احتاج إلى موافقة من إسرائيل بسبب معاهدة السلام لعام 1979. أعطت إسرائيل موافقتها من حيث المبدأ على إعادة الجزر إلى المملكة في انتظار التوصل إلى اتفاق بين مصر والرياض بشأن استمرار عمل قوة المراقبين المتعددة الجنسيات والمسؤولين عن تسيير دوريات في الجزر وضمان استمرار حرية الملاحة في المضيق. دون عوائق. لكن الترتيب لم يتم الانتهاء منه. ظلت العديد من القضايا العالقة، بما في ذلك عمل القوة المتعددة الجنسيات، بحسب ما ذكر التقرير الذي أعده باراك رافيد.

خلف الكواليس

وفقاً لمصادر أميركية وإسرائيلية، فإن منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، هو الذي يتابع جهود الوساطة الحالية. مضيفةً  إن "القضية الرئيسية هي القوة المتعددة الجنسيات للمراقبين... والسعودية وافقت على إبقاء الجزر منزوعة السلاح والالتزام بالحفاظ على حرية الملاحة الكاملة لجميع السفن لكنها أرادت إنهاء وجود المراقبين متعددي الجنسيات في الجزر. واتفق المسؤولون الإسرائيليون على النظر في إنهاء وجود القوة متعددة الجنسيات، لكنهم طلبوا ترتيبات أمنية بديلة تحقق نفس النتائج".

وقال مصدران أمريكيان ومصدران إسرائيليان لأكسيوس إن إسرائيل تريد أيضا أن تتخذ السعودية خطوات معينة كجزء من جهود أوسع للتوصل إلى اتفاق بشأن عدة قضايا. وقد طلبت إسرائيل من السعودية السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بعبور المزيد من الأجواء السعودية، مما سيؤدي إلى تقصير الرحلات الجوية إلى الهند وتايلاند والصين بشكل كبير.

بعد الإعلان عن اتفاقات إبراهم، بدأت السعودية في السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بعبور بعض مجالها الجوي الشرقي لرحلات إلى الإمارات والبحرين. حيث يريد الإسرائيليون أيضًا، السماح برحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى الرياض للمسلمين في إسرائيل الذين يريدون الذهاب لأداء فريضة الحج إلى مدينتي مكة والمدينة المقدستين.

وقد أصدرت السعودية بالفعل قراراً يقضي بـ "فتح أجواء المملكة أمام جميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات العبور، كما أعلنت واشنطن ترحيب الرئيس جو بايدن بهذا القرار الذي يشمل الرحلات من وإلى إسرائيل"، بحسب هيئة الطيران المدني السعودية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور