الجمعة 15 تموز , 2022 04:21

الشهيد ياسر النمروطي: القائد العام الأول لكتائب القسّام

الشهيد القائد ياسر النمروطي

الشهيد القائد ياسر النمروطي "أبو معاذ"، القائد العام الأول لكتائب القسّام. اعتقد بأهميّة المقاومة في شتّى الميادين فتنقّل في المسؤوليات في حركة حماس، وعمل في الجهاز الدعوي، والطلابي، والأمني، وأخيراً في الجناح العسكري

إنخرط في العمل الأمني لحماس مع بداية تأسيس الجهاز الأمني لها "مجد" قبل الانتفاضة، وشكّل خلية أمنية في معسكر خانيونس (جنوب شرق قطاع غزّة) لملاحقة العملاء، وقد اختير للعمل في مهمات خاصة ضد العملاء. صقلت التجربة الأمنية شخصيته وجعلته قادراً على حمل مسؤولية القيادة والقيام بأعبائها. وتعرض للاعتقال أكثر من مرة.

مع إندلاع الانتفاضة عام 1987 وانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" برز اسم النمروطي كأحد القادة الميدانيين في ذاك الوقت حيث كان ينظّم المظاهرات والمسيرات ويحرّض الشباب على إلقاء الحجارة والعبوات الحارقة على دوريات الاحتلال بالإضافة الى تنظيم الإضرابات الاحتجاجية.

انتمى عام 1989 الى صفوف الجناح العسكري للحركة "كتائب الشهيد عز الدين القسّام" وساهم في تجنيد المجاهدين، وتوفير الدعم اللوجستي لهم، وحماية المطاردين منهم. كما اهتمّ بإعداد المجاهد من الناحية التربوية الإيمانية ومن الناحية البدنية، إيماناً منه بأن قوة العقيدة وإلى جانبها قوة الساعد والسلاح، هما المنطلق الحقيقي لبناء الجيل القادر على مقاومة الاحتلال فأسّس ما يشبه المدرسة لتعليم فنون القتال وألعاب القوى.

على إثر عمله العسكري، بات القائد النمروطي مطارداً من أجهزة استخبارات الاحتلال منذ مطلع العام 1992 بعد أن وصلته تهديدات الاحتلال ووصلت الى عائلته رسالة تحذير تطالبه بتسليم نفسه. لكنّه شدّد على أنه "لن يسلّم نفسه للمحتلين"، وتابع عمله في خانيونس وتميّز بالحس الأمني الذي ضّلل قوات الاحتلال.

كُلّف القائد "أبو معاذ" بتاريخ 17/ 1/ 1992، بمسؤولية قيادة كتائب القسّام، ليدخل منعطفاً جديداً في حياته الجهادية. فكان أول من نظّم صفوف مجموعات كتائب القسام في كلّ محافظات القطاع والتنسيق فيما بينها، حيث كانت المجموعات العسكرية تتواصل مع أكثر من خط اتصال. كما شكّل جسماً قيادياً للإشراف على العمل العسكري فأصبح هناك قيادة معروفة تتابع الكتائب.

كذلك، عمل القائد "أبو معاذ" في التخطيط للعمليات الهجومية، وتوجيه المجاهدين ورفع كفاءتهم عبر مناقشة الخطط العسكرية معهم ميدانياً ليضمن التنفيذ النوعي والدقيق. كما عمل في توفير الإمكانات للكتائب فأشرف شخصياً على عمليات شراء الأسلحة، وإعداد مواقع اخفائها.

الى جانب العمل العسكري، اهتم القائد النمروطي في العمل الإعلامي وفي تفاصيل الحرب النفسية ضد الاحتلال حيث كان يلبس في خطاباته الدعوية الكوفية الفلسطينية. وهي سياسة اعتمدها من بعده الشهيد القائد عماد عقل، وقائد أركان الكتائب الحالي "محمد الضيف"، ولغاية اليوم يرتديها الناطق العسكري باسم كتائب القسّام في رسائله المصوّرة.

الشهادة

حاصرت قوات الاحتلال حي الزيتون (وسط قطاع غزّة) يوم 15 تموز / يوليو عام 1992، وبدأت بعملية تفتيش "دقيقة" للمنازل باحثاً عن القائد الذي اشتبك مع الجنود من مسافة صفر بمسدسّه حتّى الشهادة. نكّل الاحتلال بجثمان الشهيد حيث أفرغ مئات الرصاصات في جسده ومن ثم احتجاز جثمانه لمدة تزيد عن سبعة أيام قبل أن يسلّمه الى أهله.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور