الأربعاء 10 آب , 2022 04:05

من غزّة الى الضفّة: كتائب شهداء الأقصى حاضرة!

كتائب شهداء الاقصى

"لن نترك السرايا وحدها في الميدان"، هكذا نعت "كتائب شهداء الأقصى" (لواء العامودي) – الجناح العسكري لحركة "فتح"، الشهيدين القائد في سرايا القدس تيسير الجعبري ثمّ القائد خالد منصور ودخلت تحت اسم "إلتقاء الأحرار" معركة التصدي لعدوان كيان الاحتلال على قطاع غزّة الى جانب حركة الجهاد الاسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس. 

أعلنت مسؤوليتها  عن قصف مستوطنات غلاف غزّة بأكثر من 50 صاروخاً بالاضافة الى المواقع العسكرية للاحتلال (كيسوفيم، قطرون، صوفا، ايرز وغيرها...). أما النقلة النوعية التي برزت خلال هذه المعركة كانت في تطوّر التصنيع العسكري للكتائب، اذ أدخلت الى الخدمة الميدانية صاروخ "معين" الجديد والبعيد المدى (لا يقل عن 55 كليو متر) الذي استهدفت به لأول مرّة في تاريخها "تل ابيب" وبئر السبع.  

حمل الصاروخ اسم قائد وحدة الهندسة والتصنيع وعضو المجلس العسكري لـ "شهداء الأقصى" الشهيد معين جمال العمصي الذي استشهد خلال معركة "سيف القدس" التي خاضتها الكتائب الى جانب الفصائل الفلسطينية الأخرى في أيار / مايو عام 2021. وشدّد الناطق العسكري باسمها "أبو محمد" أن "لدى الكتائب المزيد من المفاجآت".

النابلسي نموذج جديد في الضفة

في الضفة الغربية أيضاً، يلاحظ الحضور المهم لكتائب شهداء الأقصى الى جانب سرايا القدس واندماجها مع مجموعات المقاومة الجديدة في مدن الشمال وخاصة في نابلس حيث برز قائدها الشهيد إبراهيم النابلسي كنموذج جديد يحاكي مؤسس كتيبة جنين الشهيد جميل العموري.

ففي 9 آب / أغسطس اشتبك النابلسي مع قوات خاصة في جيش الاحتلال وأهمها وحدة اليمام لأكثر من 3 ساعات. وأمام صموده، اتبعت القوات أسلوب محاصرة المنزل الذي تواجد فيه مع أحد المجاهدين بالحارة الشرقية في البلدة القديمة في نابلس. بالإضافة الى استخدام "الدروع البشرية" لاقناع إبراهيم بتسليم نفسه.

ومع إصرار الشهيد على المواجهة، كثّف الاحتلال من النيران ولجأ الى استخدام القنابل والصواريخ، فقد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي أنه "تم إطلاق صواريخ لاو على المبنى الذي كان يتوجد داخله، وفي النهاية جرى إطلاق صاروخ ماتادور أيضاً ما تسبب بانهيار المبنى ومقتل النابلسي ومساعده".

"الماتادور"، هو صواريخ محمولة على الكتف متعدد المهام يستخدم ضد الدبابات والمدرعات، وأيضاً لاختراق الحواجز والتحصينات. يصل مداه الى حوالي الـ 500 متر، ويعدّ من أفضل الصواريخ من نوعه في الحروب البرية وقذائفه فتّاكة بالهدف.

النابلسي الذي استشهد خلال هذا الاشتباك مع الشهيدين إسلام صبوح وحسين طه، هو أحد قادة "شهداء الأقصى"، ومن مواليد نابلس ولا يتجاوز عمره الـ 30 عاماً. حمّله الاحتلال مسؤولية تنفيذ أربع عمليات ومسؤولية إصابة قائد "لواء السامرة" في الجيش روعي تسافاج.

حاول الاحتلال اغتياله عدّة مرات خاصة بعد ظهوره في تشييع رفاقه الشهداء. اذ نجى النابلسي من عملية استهداف استشهد فيها ثلاثة مقاومين في شهر شباط الماضي، بعد اعتراض مركبتهم وإطلاق النار عليهم مباشرة بمدينة نابلس. وقبل نحو ثلاثة أسابيع نجا ابراهيم من عملية اغتيال أخرى، خلال اقتحام حارة الياسمينة في البلدة القديمة، بعد محاصرة المنزل الذي كان يتواجد فيه مع 6 آخرين من رفاقه، استشهد منهم اثنان، هما عبد الرحمن صبح ومحمد عزييزي.

ترك النابلسي وصيةً تحدد لمجموعات المقاومة رؤيتها في التعامل مع كيان الاحتلال، فأوصى في اللحظات الأخيرة قبل شهادته " لا تتركوا البارودة". وفي حديث مصوّر قال تمنى النابلسي أن يضبط الشعب الفلسطيني بوصلته ضد الاحتلال وألا يكون بينه "الخونة والجواسيس" خاتماً "اللهم الثبات، النصر أو الاستشهاد".

نعته كتائب شهداء الأقصى (لواء العامودي) متوعدةً الحفاظ على وصيّته ومعلنةّ "سنكون ركناً شديداً ولن نسمح لعدونا بالاستفراد بأيٍ من ساحات الوطن فنابلس كغزة"، لتؤكد بدورها الى جانب سرايا القدس أهمية وحدة الساحات الفلسطينية.


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور