الخميس 27 تشرين أول , 2022 04:29

الشهيد شادي مهنا: قائد سرايا القدس شمال غزّة

الشهيد شادي مهنا

الشهيد القائد شادي مهنا، أحد كوادر حركة الجهاد الإسلامي الذين عملوا طوال فترة الانتفاضة الثانية على تكثيف العمليات النوعية ضد جيش الاحتلال، والتي أدت في العام 2005 الى انسحابه عن أرض قطاع غزّة. وقد اكتسب الشهيد مهنا لما قدّمه في حياته الجهادية لقب "أسد الشمال" في سرايا القدس.

سيرة القائد

ولد في 6/1/1980 في مخيم "جباليا" شمال قطاع غزة لأسرة تنحدر من مدينة "المسمية" في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948. وكان مهتماً بالتمارين الرياضة وكمال الاجسام ما أكسبه جسداً صلباً ساعده في عمله العسكري.

بعد أن أنهى مرحلة المدرسية التحق القائد مهنا بجهاز البحرية الفلسطينية لمدة عامين. مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 التحق القائد بصفوف حركة الجهاد الإسلامي. عمل في جهاز الدعوة وكان من أعضائه الناشطين. ذلك الى جانب كونه قائداً ميدانياً في المجموعات الأولى لسرايا القدس في شمال غزة وقد عمل مع القادة محمود جودة ومقلد حميد.

برزت خلال مراحل الانتفاضة وأحداثها الصفات القيادية في شخصية الشهيد مهنا فسلّمته قيادة السرايا مسؤولية القيادة العسكرية لمحافظة شمال قطاع غزّة بعد استشهاد جودة وحميد. وقد عمل على تجهيز عملية الرد على اغتيال الاحتلال للقائد حميد. انضم الى وحدة التصنيع وخطط لتنفيذ العمليات الكبرى ضد قوات الاحتلال.

أشرف القائد مهنا على العديد من عمليات إطلاق الصواريخ نحو الأراضي المحتلّة، وكان آخرها قبل استشهاده بأيام حيث أطلق ما يقارب 25 صاروخاً من نوع "قدس 2" تجاه بلدة "سديروت" في غلاف القطاع، وقد كانت ذلك رداً على اغتيال الاحتلال للقائد في سرايا القدس في الضفة الغربية المحتلة لؤي السعدي. 

كذلك أشرف وخطط للعديد من العمليات الاستشهادية، ومنها عملية الشهيد حاتم أبو القمبز والتي أسفرت عن مقتل جندي وإصابة آخرين، وعملية على طريق مستوطنة "كيسوفيم"، الى جانب عملية الاستشهادي مؤمن الملفوح في مستوطنة "دوغيت" والتي تحتجز قوات الاحتلال جثمانه الى اليوم.

بالإضافة الى عمله في التخطيط لقنص واستهداف جنود الاحتلال، فقُتل على إثرها جنديين في عملية نفذت في معبر "ايرز"، وجنديين آخرين في مبنى شرق مخيم "جباليا". الى جانب عملية تفجير زورق بحري للاحتلال بالقرب من مستوطنة "دوغيت".

اهتم القائد بالوحدة الفصائلية، فخطط لعمليات مشتركة مع الأجنحة العسكرية للفصائل ولا سيما لجان المقاومة الشعبية وحركة فتح. وعلى خلفية نشاطه الجهادي اعتقلته أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لمدّة شهرين.

الشهادة والرد

وضعت الاجهزة الاستخباراتية للاحتلال اسم القائد مهنا على لوائح "المطلوبين"، وبتاريخ السابع والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2005، اغتاله الاحتلال بغارة جوية  استهدفت سيارته التي كان يقودها في شارع العملي في "تل الزعتر" في "جباليا"، وقد استشهد برفقته الشهيد القائد محمد قنديل، كما استشهد أيضاً حوالي 5 مدنيين.

خرجت جماهير المقاومة في جنازة القائد، وتوعّدت سرايا القدس بأن الرد على جريمة اغتيال القائد مهنا لن يطول كما لم يطل رد سرايا القدس على اغتيال القائد السعدي، كذلك أيضاً أعلنت الفصائل جميعاً لأنها سترد على الاغتيال.

قصفت سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى رداً على اغتيال القائدين مهنا وقنديل "سديروت" و"المجدل" بصواريخ "قدس2" و"شهاب"، واعترف الاحتلال آنذاك بمقتل 4 جنود.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور