الثلاثاء 06 كانون الاول , 2022 03:02

أكبر أوهام الحرب التركيبية: محاولة تفكيك إيران

مقدم شبكة "كلمة" الوهابية الإرهابية إبراهيم أحراري

يحاول أعداء الجمهورية الإسلامية في إيران، خلال حربهم التركيبية، بالرغم من محاولاتهم السابقة الفاشلة، الاستثمار في التنوع العرقي والديني، لا سيما في مناطق الأطراف، بهدف إشعال فتن طائفية وعرقية، كما حصل في العديد من بلدان المنطقة، عبر تحريض الإيرانيين في خوزستان جنوبي غربي البلاد، وفي كردستان غربي البلاد، وسيستان بلوشستان شرقي البلاد، وحتى آذربيجان أيضاً.

حتى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق جون بولتون - المعروف بدعمه للمجموعات الإرهابية التي تريد الانفصال عن إيران، أو اسقاط الحكم كحركة منافقي خلق - قد دعا الى تسليح العناصر الانفصاليين قبل أيام قليلة.

دور إيران إنترناشيونال

وكما بات معلوماً فإن شبكة إيران إنترناشيونال الإعلامية الممولة سعودياً والناطقة بالفارسية، تستخدم كمنصة من أجل الترويج والتسويق لهذه الأهداف.

ففي رصد تم إجراؤه على برامج هذه الشبكة لحوالي شهرين ماضيين، قامت هذه القناة بتقديم حوالي 25 وجهاً وصفتهم بالانفصاليين، الذين تحدثوا عبرها أكثر من 120 مرة على هذه الشبكة. ولم يكن التركيز على الشخصيات الانفصالية مقصورًا على مجموعات عرقية معينة دون أخرى، بل حاولوا جلب أشخاص من جميع الجماعات العرقية الإيرانية، لكي يظهروا على الهواء، ويقوموا بالتحريض على القيام بالأعمال الإرهابية وأعمال الشغب من خلال هذه القناة. حتى أنها أجرت مقابلات مع بعض الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بالانفصاليين الأذربيجانيين، المنتمين إلى أحزاب لم تكن أسماؤها موجودة على الإنترنت من قبل، ويبدو أنها أنشأت بين عشية وضحاها، لتعزيز هدف التحريض على التفكيك.

وهذه أبرز الشخصيات التي ظهرت:

_عن منطقة أذربيجان: ياشار هاكبور الذي عرّفوا عنه بأنه ناشط حقوقي، أمين حزب وسط أذربيجان صالح كمراني (هذا الحزب لم يكن موجوداً من قبل)، مدير مجموعة حقوق الإنسان الأذربيجانية جاليه تبريزي، المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الأذربيجاني سيمين صبري، ومدير موقع أذربيجان تريبيون علي رضا أردبيلي.

_ أما الحصة الأكبر على القناة فكانت من نصيب منطقة بلوشستان، التي تتنشط فيها العديد من الجماعات الإرهابية. ومثل هذه المنطقة عبر هذه القناة: أمين سر حزب بلوشستان حبيب الله سرزابي، أعضاء حزب شعب بلوشستان الأمين العام حبيب الله سارزابي، راجي تاباكي، فاريبا بالوش، رحيم بندوي، الأمين العام لحزب شعب بلوشستان ناصر بوليدي، عضو مجلس تعاون بلوشستان بهرام ميرلاشري، مقدم شبكة كلمة الوهابية الإرهابية إبراهيم أحراري، أعضاء الجبهة الشعبية عبد الرؤوف ملازاحي، عبد الله عارف، المتحدث باسم حزب شعب بلوشستان غلام حسين بر، بحيث تم تخصيص منطقة بلوشستان بحوالي 40 مقابلة.

_ كما فتحت هذه الشبكة هواءها للمجموعات الانفصالية الإرهابية في منطقة الأهواز وخوزستان، مثل: منى سيلافي ممثلة حزب التضامن الديمقراطي للأهواز، المتحدث باسم جماعة الأحواز الانفصالية يعقوب هار التستري، وموسى شريفي. وحضرت هذه الشخصيات حوالي عشرات المرات من خلال هذه القناة.

لغز وفيات الفتيات المتنوعة مناطقياً

وكما أشعل فتيل هذا الحرب، وفاة الفتاة "مهسا أميني" الكردية الأصل، ومحاولة تظهيرها داخلياً وخارجياً، كثورة ذات طابع أنثوي.

فقد كان هناك أمر لافت جداً، وهو وفاة عدّة فتيات واستخدامهم في التحريض الواسع عبر القنوات الإعلامية، ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي: فكانت مهسا تمثل الأكراد والسنة، فيما "نيكا شكرامي" تمثل اللور، كما توفيت عدة بنات من البلوش، أما "اسراء بناهي" فهي تمثل الآذريين. وهذا ما يمكننا اعتباره من أخطر تطبيقات صنع ما يعرف بالأيقونات والضحايا في الثورات الملونة، بحيث تكون لكل منطقة شخصيتها التي تمثلها.


الكاتب: علي نور الدين




روزنامة المحور