الخميس 26 كانون الثاني , 2023 02:55

الوثائق السرية لدى بايدن هدية رئاسية لترامب؟

جو بايدن

بداية شهر تشرين الثاني/ يناير الجاري، عثر مسؤولون من وزارة العدل الأميركية على وثائق سرية داخل منزل الرئيس جو بايدن. وعلى الرغم من ان هذا الأمر لا يُعدّ سابقة في تاريخ الإدارات الأميركية المتعاقبة، كذلك خلال ولاية سلفه دونالد ترامب، إلا ان التحديات التي واجهتها إدارة بايدن، جعلت من الانقسام السياسي يأخذ منحى أكثر تعقيداً، خاصة وان كلا الحزبين يتربص بالآخر، لتجميع النقاط والاصوات للانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويقول الصحفي الأميركي، جاك شافر، أنه "خلال عملية التفتيش الثانية على وثائق سرية بالغة الأهمية في مرآب منزله في ويلمنجتون بولاية ديل، بدأ تعاطفي مع بايدن يرتعش. أمضى بايدن 36 عامًا في مجلس الشيوخ الأمريكي، وترأس أو شغل منصب عضو بارز في لجنة العلاقات الخارجية لمدة 12 عاماً. من المؤكد أن بايدن تلقى محاضرات عشرات المرات حول التعامل الصحيح مع الوثائق السرية بالغة الأهمية أثناء وجوده في مجلس الشيوخ. كما أنه تلقى دورة تنشيطية سنوية في التعامل مع المستندات السرية".

يقول البعض إنه يحسب لبايدن بأن تعاون مع المحققين، على عكس دونالد ترامب، الذي أصر بشكل مختلف على أنه رفع السرية عن الوثائق المخزنة بشكل غير صحيح في منزله، وأنها تخصه وأن المستندات قد زرعها مكتب التحقيقات الفيدرالي. لكن لماذا أعطي بايدن غطاء فقط لأنه يقر بأنه مخطئ ويساعد رجال الشرطة بدلاً من محاربتهم؟ تمثل انتهاكات بايدن المزعومة إهمالًا شديدًا. على الأقل، ترامب صريح بشأن سوء تعامله مع الوثائق. لم يفكر أبدًا في قواعد السرية المطبقة عليه، ولهذا السبب كان يسرب بشكل روتيني معلومات استخباراتية حساسة أثناء الرئاسة. لا أحد يعتقد أن بايدن، الذي يعرف بشكل أفضل كيفية التعامل مع السندات، تعمد سرقة الوثائق. لقد تجاهل القواعد مثل سائق متهور، يشرح شافر.

وفي التقرير الذي نشره موقع بوليتيكو، يشير شافر، إلى عدد من الأخطاء التي ارتكبها بايدن منذ عقود، والتي جعلت من أي خطأ جديد يظهر للعلن سريعاً. وقال انه في عام 1987 أثناء ترشحه لمنصب الرئيس، قام بسرقة أجزاء رئيسية من خطاب سياسي بريطاني ووصفه بأنه خطابه الخاص. في آذار/ مارس الماضي، تسرّع بايدن، في بيان غير رسمي، وكأنه يتحدى روسيا لبدء الحرب العالمية الثالثة، قائلاً إن فلاديمير بوتين "لا يمكنه البقاء في السلطة"، الأمر الذي بدا وكأنه دعوة مباشرة لتغيير النظام. تراجع البيت الأبيض على الفور عن بيانه، كما يفعل في كثير من الأحيان، قائلاً: "كانت وجهة نظر الرئيس أنه لا يمكن السماح لبوتين بممارسة السلطة على جيرانه أو المنطقة، ولم يكن يناقش سلطة بوتين في روسيا، أو تغيير النظام".

من المحتمل أن ينقذ طاقم البيت الأبيض، بايدن، على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للتراجع عن زلاته من كارثة المستندات السرية المهمة جدًا. عندما بدأت اكتشافات مستندات بايدن، تكهن النقاد أنها ترقى إلى كونها هدية غير مقصودة لترامب: على الرغم من أن الحالتين لا يمكن مقارنتهما بشكل مباشر، إلا أنه يبدو من السيئ معاقبة ترامب على سرقة المستندات دون معاقبة بايدن.

من جهة أخرى، اعتبر استراتيجيو الحزب الجمهوري بأن ترامب سيظهر كفائز سياسي بعد سلسلة اكتشافات الوثائق السرية المستمرة. ويقول وكيل الحملة الانتخابية لعام 2020، فورد أوكونيل، بأنه من حيث التصور السياسي، فإن ما جرى يعد هدية لترامب أكثر من 1000٪". فيما رأى مستشار الحزب الجمهوري ومدير الاتصالات السابق للجنة الكونغرس الوطني الجمهوري، كين سبين، بأن الذي حصل "يحيد قضية ملاحقة ترامب، سواء داخل الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري أو في حالة ظهور ترامب كمرشح للانتخابات العامة 2024".

قد تؤدي سلسلة اكتشافات الوثائق أيضًا إلى تطبيع القضية بالنسبة للناخبين الجمهوريين الذين دعموا ترامب، لكن كانت لديهم شكوك بعد انتخابات التجديد النصفي.

وفي الوقت الذي يتزايد فيه عدد الاقتحامات لمنزل كل من بايدن وترامب، وتبادل التهم والمسؤوليات عما جرى في الأرشيف السري للبيت الأبيض، والتي تتعلق بقضايا متعلقة بالأمن القومي الأميركي، يواصل مستشارو الرجلين العمل على الماكينة الانتخابية للانتخابات الرئاسية القادمة، واضعين نصب أعينهم، استراتيجية استمالة الناخبين الأميركيين لحصد أكبر عدد من الأصوات.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور