الخميس 03 حزيران , 2021 07:08

الجيش اللبناني وأمريكا: خط عسكري!!

اختتم الجيش اللبناني مؤخراً، الجزء الأخير من المناورة المشتركة مع الجيشين الأمريكي والأردني، ضمن سلسلة المناورات السنوية (Resolute Union 21)، وتضمنت هذه التدريبات المشتركة: التخلص من الذخائر المتفجرة، والتدريب على الغوص، وإصلاح أضرار المطارات، وركوب الطائرة، وعمليات البحث والضبط (VBSS) وشاركت قوات البحرية الأمريكية بغواصين في البحرية وفنيي التخلص من الذخائر المتفجرة، وفريق الاشتباك البحري لخفر السواحل الأمريكي (MET)، وعناصر من وحدات متخصصة أخرى.

وتزامنت المناورة مع مؤتمر عقدته وزارة الخارجية الأمريكية والجيش اللبناني في 21 أيار، تمحور حول كيفية دعم الجيش اللبناني في هذه الفترة الحساسة، بما يمر فيه لبنان من أزمات اقتصادية خانقة.

أين ممثلي وزارتي الخارجية والدفاع اللبنانيين؟

وما يدفع إلى الاستغراب وطرح علامات الاستفهام الكبيرة:

_ غياب أي ممثل سياسي عن الدولة اللبنانية في وزارتي الدفاع أو الخارجية، خلال كل المناسبات واللقاءات المشتركة، والتي يحضرها حصراً قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، ما يشكل تجاوزاً لأبسط القواعد الدبلوماسية والسيادية، التي تستوجب وجود توازن في الوفود وصفات المشاركين.

كما أن هذا الأمر يكشف عن خلل كبير، بعدم وجود المرجعية السياسية لقيادة الجيش، المتمثلة بوزارة الدفاع، التي من واجبها أن تكون صلة الوصل الوحيدة بين الدول الأجنبية والجيش.

_ الاعتراف بوجود شراكة دائمة مع الجيش اللبناني، فهل تشمل هذه الشراكة حماية الأراضي والمياه والأجواء اللبنانية من الاعتداءات الإسرائيلية؟

_ الاعتراف الأمريكي الصريح، من أن الدعم المالي الذي سيمنح مستقبلاً، مخصص لتعزيز قدرات الجيش على الحدود الشرقية فقط، فما هي هذه الأخطار والتهديدات التي تهتم بمكافحتها واشنطن، وعلى أساسه تقدم الدعم للجيش؟!

قائد الجيش أم مجلس الوزراء؟

وكانت قيادة الجيش في شهر آذار الماضي، قد أرسلت في طلب عدد كبير من الملحقين العسكريين في سفارات لبنان في الدول العربية والغربية، وقدمت لهم طلب مساعدات عاجلة للجيش، تتضمن تجهيزات عسكرية وطبية وأدوات صيانة للعتاد، إضافة الى كميات من المواد الغذائية والمحروقات، وأضيف إلى هذا الطلب بند لافت تعلق بـدعم مالي، يساعد على رفع قيمة أجور العسكريين.

لذا فإن هذا السلوك الذي تتخذه قيادة الجيش منذ مدة، يمثل مشكلة كبيرة يجب الانتباه إليها، لأنها تشكل تجاوزاً للمؤسسات الدستورية (مجلس الوزراء)، وقد تفتح الباب أمام وصاية أمريكية لاحقاً، تشترط على الجيش صياغة عقيدة عسكرية جديدة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور