الجمعة 18 حزيران , 2021 11:15

كيف سيؤثر فوز السيد إبراهيم رئيسي على الاتفاق النووي؟

خطوة واحدة تفصل الجمهورية الإسلامية عن مرحلة جديدة بعد فتح مراكز الاقتراع اليوم لانتخاب رئيس جمهورية خلفًا للرئيس الشيخ حسن روحاني، يتنافس فيها أربعة مرشحين أوفرهم حظًا رئيس الهيئة القضائية السيد إبراهيم رئيسي حيث أظهرت استطلاعات الرأي تقدمه في السباق الرئاسي وبالتالي وان لم يحصل أي من المفاجآت فإن فوز السيد رئيسي محسومًا لما يتمتع به من تأييد شعبي وتجارب حافلة تؤهله بجدارة لهذا المنصب. فكيف سيؤثر فوز السيد إبراهيم رئيسي على مجريات الاتفاق النووي؟

يعد الاتفاق النووي الإيراني من أبرز الملفات التي تتصدر قائمة الاهتمامات في الداخل الإيراني لما يتعلق مباشرة برفع العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي، إضافة لاهتمامات الدول الغربية والمنطقة خاصة انه قد وصل إلى مراحل متقدمة، غير ان الجولة السادسة التي عقدت في العاصمة النمساوية فيينا لم تحرز تقدما يذكر -حسب ما قال متابعون- مع الرغبة غير المعلنة للأطراف المشارِكة في التريث إلى حين انتهاء الاستحقاق الرئاسي ومعرفة شخص الرئيس القادم، والجدير ذكره هو تأييد جميع المرشحين للاتفاق النووي مع التفاوت في طريقة التعاطي مع هذا الملف.

بالنسبة للمرشح السيد إبراهيم رئيسي والذي صرح مرارا خلال حملته الانتخابية والمناظرات التلفزيونية التي جمعته مع باقي المرشحين ان "الاتفاق النووي بحاجة لحكومة مقتدرة وقوية لتطبيقه" وهذا ما ينم عن تأييده للاتفاق وسعيه في -حال فوزه- إلى تشكيل حكومة تخدم هذا التطلع أي حكومة "مقتدرة وقوية" تتعامل مع "الاتفاق النووي من موقف القوة" تماهيًا وانسجامًا مع دعوة الامام السيد علي الخامنئي، في حين شدد السيد رئيسي على موقف بلاده بانها "ستلتزم بالاتفاق طالما التزمت به الأطراف الأخرى".

هذه التصريحات لاقت صدى عند المسؤولين المتابعين للاتفاق النووي، وأوساط الصحافة العالمية حيث اعتبروا ان وصول السيد رئيسي -التيار المحافظ- إلى منصب الرئاسة سينعكس على أجواء المفاوضات بشكل مباشر، حيث سيكون موقف إيران أكثر صرامة فيما يخص الآلية التي سيتم اعتمادها في الجولات التفاوضية المقبلة، ففي حين كان الرئيس "السابق" الشيخ حسن روحاني يتبع نهج "إعطاء الفرص" لواشنطن والدول الغربية، سيتجه السيد رئيسي إلى الامتناع عن تقديم أي تنازلات وهو الأمر الذي أيده الامام السيد علي الخامنئي بدوره في ظل المراوغة والمناورة التي تتسم بها السياسية الأميركية عادة.

تتجه أنظار الدول العظمى إلى مجريات الاستحقاق الرئاسي الإيراني لاستشراف المرحلة المقبلة التي ستحدد الآلية التي سيتبعها الوفد الإيراني المفاوض في الجولات القادمة، فإيران التي انتزعت حقها سابقًا وأرغمت الدول على الحضور إلى طاولة المفاوضات بعدما تابعت تقدمها في برنامجها النووي، ستوظّف انتصاراتها على صعيد برنامجها النووي من جهة وعلى صعيد ما حققه محور المقاومة من تفوق في معاركه الأخيرة من جهة أخرى.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور