الأربعاء 23 حزيران , 2021 03:37

واشنطن تخشى حسم مأرب عسكريا

الحسم العسكري في مأرب يعني الوصول المؤكد للجيش واللجان الشعبية إلى باب المندب والساحل الغربي، وهذا ما يبرر القيادة المباشرة للولايات المتحدة للعمليات العسكرية هناك

جددت قوات صنعاء عملياتها الواسعة في مأرب، الجبهة التي تخشى واشنطن حسمها عسكريا حيث فشلت أدواتها إحداث أي تغيير ميداني فيها بعد أشهر على بدء المعركة هناك، لا بل مع كل مواجهة كانت تخسر فيها عددا من المواقع يجعل من إمكانية إعادة التوازن امرا مستحيلا. ويأتي هذا التصعيد بعدما أقدمت واشنطن والرياض على ابتزاز صنعاء بالملف الإنساني، بعد تجميدها للعمل العسكري على هذه الجبهة لتفسح المجال أمام المفاوضات التي أطلقتها واشنطن بنفسها وعادت لتناور لكسب بعض أوراق الضغط.

فالحسم العسكري على هذه الجبهة يعني الوصول المؤكد للجيش واللجان الشعبية إلى باب المندب والساحل الغربي، وهذا ما يبرر القيادة المباشرة للولايات المتحدة للعمليات العسكرية هناك، وتسعى واشنطن من وراء ذلك منع اليمنيين من الاستفادة من النفط والغاز المتواجد في تلك المنطقة خاصة، بالإضافة إلى موقع المدينة الاستراتيجي الذي يجمع العديد من المحافظات، وبالتالي يصبح الوصول إلى باب المندب "لا يمكن السكوت عنه"، الأمر الذي أكده المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ في تعبيره "سيكون لنا كلام آخر" إذا لم تتوقف المعركة في مأرب.

وفي آخر المستجدات على جبهة مأرب فقد سيطر الجيش واللجان الشعبية على جبل البلق بنسبة 80% فيما واصلت التقدم إلى ما بعده، وقد خسرت قوات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي حوالي 30 قياديّا خلال عملية استمرت حوالي 12 ساعة، بعد ان حاولت شن هجوم تجاه المواقع التي خسرتها بغطاء جوي من طائرات التحالف.

مصادر مطلعة أكدت ان الجيش واللجان الشعبية قد سيطروا على الحيد الأسود وجبل حليا هو منطقة الاشتباكات الحالية، وقد اشتدت المواجهات على الجبهتين الشمالية والغربية لمدينة مأرب، فيما استطاعت قوات صنعاء السيطرة على الأحياء الغربية وتبة المصاربة.

وكانت ميليشيات التحالف والقوات التابعة للرئيس المنتهية ولايته هادي قد عادت إلى التحرك العسكري على محور شمال غرب مارب في مركز مديرية رغوان، للمرة الأولى بعد شهرين، محاولة بذلك إحداث اختراق عسكري فعلي في محور الكسار.  

واللافت أنه رغم الاسناد الجوي الكبير الذي يقوم به سلاح الجو التابع للتحالف لم تفلح قواته في تحقيق تقدم ملحوظ على أي من هذه الجبهات، نتيجة الضعف الذي أصاب الجيش السعودي خاصة بعد عملية جيزان الأخيرة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور