الجمعة 23 تموز , 2021 09:12

واي نت العبري:الرياض اشترت بيغاسوس ب55 مليون دولار

كشفت تفاصيل حول قضية التجسس الأخيرة والتعاون السعودي الإسرائيلي، والتي أفصحت عن لقاءات جمعت الطرفين لعقد صفقة بيع برنامج بيغاسوس، بعدما أثارت القضية اهتمام أوساط عديدة عالميا نظرا لاتساع الدائرة المستهدفة من الشخصيات والتي طالت دولا عدة، خاصة الناشطين والصحفيين ورجال السياسة والأعمال، من بينهم رؤساء جمهوريات ووزراء وصحفيين...

موقع Ynet وفي مقال له تحت عنوان "لقاءات سرية وأخرى علنية رسمية سبقت بيع أنظمة NSO للأنظمة القمعية" كشف ان "السعوديين قد اندهشوا من مواصفات البرنامج، وقد تمت الصفقة بـ55 مليون دولار" معتبرا ان: "المعلومات تظهر أننا كمواطنين يجب أن نخشى، ويجب على كل شخص في "إسرائيل" أن يعرف أنه يمكن أن يكون هدفًا"

النص المترجم:

عاصفة برامج التجسس ومراقبة الصحفيين ومعارضي الأنظمة القمعية أدت إلى تساؤلات حول تورط الحكومة الإسرائيلية. وفي مقال نشر الثلاثاء في صحيفة الغارديان، عن مشروع بيغاسوس، كشفت عن لقاء سري وبعد فترة وجيزة حصلت عدة دول على الموافقة على استخدام هذه التكنولوجيا.

في صيف عام 2017عُقدت اجتماعات سرية بين رجال أعمال ومسؤولين سعوديين في فيينا وقبرص والرياض. ورجال أعمال من NSO وكانت مهمتهم هي بيع برنامج التجسس Pegasus للسعوديين. وبحسب مصدر حضر هذا الاجتماع في قبرص، فإن مسؤول استخبارات سعودي كبير "اندهش" مما رآه.

بعد مناقشة تقنية مطولة، عُرض على رجل المخابرات السعودي – الذي اشترى مؤخرًا جهاز iPhone جديدًا – كيف يمكن لـ Pegasus التسلل إلى الهاتف، ومن تلك اللحظة فصاعدًا يمكن استخدامه ككاميرا عن بُعد. وقال المصدر "لم يكن عليك أن تفهم اللغة لترى أنهم كانوا مندهشين ومتحمسين وانهم رأوا ما يريدون".

وفقًا للتقرير، منحت الحكومة الإسرائيلية NSO إذنًا صريحًا لبيع برامج التجسس للسعوديين، في صفقة تم اتمامها بسرية في الرياض وبلغت قيمتها حوالي 55 مليون دولار.

وبالنسبة للسعودية، قالت مصادر معنية بالأمر إن المملكة حرمت من إمكانية استخدام بيغاسوس لبضعة أشهر في 2018، بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي. وقالت المصادر نفسها إنه منذ عام 2019، أتيحت لهم أدوات التجسس مرة أخرى بعد تدخل الحكومة الإسرائيلية ولم يكن من الواضح لماذا حثّت NSO على السماح للسعوديين بإعادة استخدام Pegasus.

وفقًا للمقال، فإن جميع الدول العشر التي يُزعم أنها استخدمت البرنامج لتتبع الصحفيين ومعارضي النظام تتمتع بعلاقات تجارية دافئة مع "إسرائيل" أو حسنت علاقاتها معها في السنوات الأخيرة.

أما الهند والمجر فيبدو انهما بدأتا باستخدام تكنولوجيا الشركة بعد وقت قصير من الزيارات الإعلامية لرئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو في تلك الدول.

بنيامين نتنياهو صرّح في مؤتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء المجري فيكتور أربان في المجر في عام 2017 ان: "الأسواق تملي ما يصلح، أنا لا أملي. الشيء الوحيد الذي تدخلت فيه هو الأمن السيبراني".

وأشار المقال إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت وكالات الاستخبارات الإسرائيلية تتمتع بامتيازات خاصة، فقد سُئل مصدر مقرب من الشركة عما إذا كان بإمكان "إسرائيل" الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية التي يجمعها عملاء NSO، فأجاب: "الأمريكيون يعتقدون ذلك". لكن مسؤولون سابقون في المخابرات الأمريكية أكدوا ذلك لصحيفة واشنطن بوست: التقديرات تشير إلى أن "إسرائيل" لديها وصول سري إلى المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من خلال برامج التجسس هذه. رغم ان NSO تنفي ذلك بشدة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بني غانتس قال في المؤتمر السيبراني إن "إسرائيل" ديمقراطية غربية ليبرالية تتحكم في تصدير المنتجات السيبرانية وتلتزم بقواعد التصدير الدولية. لكن التأكد من هذا الموضوع يحتاج لدراسة.

يجب أن يخاف الجميع في إسرائيل

وقالت البروفيسور كارين ناهون، رئيسة جمعية الإنترنت الإسرائيلية: "إذا كانت الديمقراطية تستخدم أدوات المراقبة، فهي مشروعة في حالات استثنائية للغاية... هذا برنامج يستخدم ظاهريًا لمحاربة الإرهاب وبالتالي تمت الموافقة عليه للاستخدام، وبالطبع للدول الصديقة. لكن من الناحية العملية، وجدنا أن استخدامه أكثر بكثير من مجرد حرب على الإرهاب".

وزعم ناحوم أن "هذا الحادث يسيء إلى صورة "إسرائيل". فإذا كانت "إسرائيل" تعلم أن البرنامج التي قد تم بيعه لأنظمة استبدادية مثل المملكة العربية السعودية، استخدم لتعقب الصحفيين، فهذا أمر خطير للغاية. لقد سمعت نفي الشركة، لكن الأدلة تظهر أننا كمواطنين يجب أن نخشى، ويجب على كل شخص في "إسرائيل" أن يعرف أنه يمكن أن يكون هدفًا".

وقالت المحامية نعمة ماترسو كاربيل، مديرة جمعية الخصوصية الإسرائيلية: "يجب أن نشعر بالقلق بالتأكيد بشأن ما إذا كانت "إسرائيل" ستبدأ في استخدام أنظمة إلكترونية هجومية ضد المدنيين أو الصحفيين، وبالتالي تجاه معارضي النظام والصحفيين والمواطنين الأبرياء. ملف المعلومات الذي يمكن أن تنشئه أنظمة مثل Pegasus علينا غير محدود تقريبًا.

أشارت الدكتورة تهيلا شوارتز ألتشولر، زميلة أولى في معهد الديمقراطية الإسرائيلي وخبيرة في القانون والتكنولوجيا، إلى أن برمجيات المراقبة، التي تتضمن التنصت وجمع المعلومات، مسموح بها في ظل عدة شروط: عند تشغيلها من قبل سلطات إنفاذ القانون Pegasusولها خصائص فريدة، فهي ليست أنظمة هجوم لأنها لا تحجب نظامًا أو تحذف المعلومات الموجودة على الكمبيوتر الهدف أو تغيرها، ولكنها مجرد أنظمة لجمع المعلومات، عندما يستخدم شخص آخر المعلومات يتم جمعها".


المصدر: موقع Ynet

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور