الخميس 09 أيلول , 2021 04:20

جلب الغاز من مصر.. هل يحل أزمة الكهرباء في لبنان؟

على وقع قرار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله باستقدام النفط من إيران الى لبنان، وما تبعه من إحراج للأميركيين وبعد تحرك سفيرتهم في لبنان دوروثي شيا في محاولة لتخفيف وطأة وصول النفط الايراني، انعقد اجتماع رباعي في عمان ضم وزراء نفط وطاقة من الأردن وسوريا ولبنان ومصر للبحث في خارطة طريق لوصول الغاز الطبيعي المصري الى لبنان بهدف المساهمة بتخفيف أزمة الكهرباء فيه.

ومن المخطط أن يتم ضخ الغاز المصري عبر أنبوب موجود حاليا (خط الغاز العربي) يمتد من العريش إلى طابا في مصر، ومن ثم إلى العقبة ومنها إلى رحاب في الأردن، ومن رحاب مرورا بجابر إلى حمص بسوريا، فمنطقة دير عمار في شمال لبنان، ويعادل طول الخط 1200 كلم وقدرته الاستيعابية تبلغ 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا.

وخلال الأيام المقبلة سيتم التأكد من جهوزية البنية التحتية لمرور الغاز المصري وصولا الى لبنان، لا سيما تلك البنية التي تضررت في السنوات الماضية بالتحديد في الأراضي السورية جراء الاعتداءات الارهابية المسلحة، والبحث لمعرفة المدة التي تحتاجها كل الأنانبيب كي تكون صالحة لبدء الضخ.

وفي حين اعتبرت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي أن "مشروع استجرار الغاز المصري والكهرباء إلى لبنان عبر الأراضي السورية مهم لجميع الدول.. وانه ستتم مراجعة الاتفاقيات والتأكد من جهازية البنية التحتية وجهازية خط الغاز ابتداء من مصر وصولا إلى لبنان"، أكدت أنه "خلال 3 أسابيع سيكون هنالك صورة واضحة عن الاتفاقيات، التي نعتبرها شبه جاهزة".

هذا وتطرح نقطة مهمة تتعلق بالتكاليف المالية لجرّ الغاز من مصر الى لبنان، فمن سيتحمل تكاليف كل ذلك؟ هل هناك جهة محددة ستتحمل لوحدها التكاليف ام انها ستوزع على اكثر من جهة؟ 

حول ذلك قال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان ريمون غجر إن بلاده تعمل مع البنك الدولي لتأمين الحصول على تمويل لإمدادات الطاقة، وأمل "في الحصول على ما يكفي من الغاز المصري لتوليد 450 ميغاواط من الكهرباء"، بينما نقلت بعض المصادر الاعلامية عن الوزراء الذين شاركوا بالاجتماع قولهم إن "كل دولة ستتحمل كلفة إصلاح شبكة نقل الغاز داخل أراضيها".

وقد شمل البحث خلال الاجتماع، مسائل فنية دقيقة تتعلق بإمكانية الاستفادة القصوى من المشروع عبر تشغيل معمل آخر في لبنان غير معمل "دير عمار" الحراري الذي يفترض أنه الوحيد القادر اليوم على العمل واستقبال الغاز المصري، بالاضافة الى ان هناك من يطرح الوضع في منطقة درعا ومدى الخطورة التي قد يتعرض لها نبوب الغاز مع التهديد الذي قد تشكله بعض الجماعات الارهابية هناك، علما ان الدولة السورية تقوم بجهود حاليا لإنهاء الوجود المسلح في تلك المنطقة، خاصة ان وزير الطاقة السوري بسام طعمة أشار إلى "وجود توجيهات من الرئاسة السورية لمساعدة لبنان على نقل الغاز المصري إلى أراضيه"، وأضاف أن "الفرق الفنية اجتمعت وتم وضع خطة عمل ليتم تنفيذها خلال الأسابيع الثلاثة القادمة".

إلا ان كل ذلك وعلى أهميته يطرح السؤال المهم عن مدى قدرته على تخفيف الأزمة الكهربائية في لبنان، والجواب نجده في كلام وزير الطاقة اللبناني حيث قال "الاستفادة من الغاز المصري ستؤمن حوالي 450 ميغاواط بما يعادل تأمين أكثر من 4 ساعات تغذية بالطاقة الكهربائية لسكان لبنان"، فكل هذا الحراك على ضرورته في الظروف الصعبة التي يمر لبنان لكنه لن يؤمن سوى بضع ساعات يوميا، وبالتالي لن يشكل الحل الجذري والكبير للمشكلة التي ستبقى معلقة على إرادات سياسية يحكمها أولا وأخيرا التأثير والوصاية الاميركية على لبنان سياسيا واقتصاديا.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور