الجمعة 15 تشرين أول , 2021 04:49

أمريكا وإسرائيل بانتظار رد محور المقاومة القاسي جداً

قاعدة التنف

لم تتطابق حسابات كيان الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية هذه المرة، مع حسابات الدولة السورية وحلفائها في محور المقاومة. فالغارات التي استهدفت منذ يومين منطقة تدمر بحمص في وسط سوريا، انطلاقاً من الأجواء الأردنية وقاعدة التنف، لن تمر كسابقاتها من الغارات في مناطق أخرى، خاصة أنها قد أدت لسقوط عدد من الشهداء والجرحى كان ليكون أكبر، لولا الانتشار الذي قامت به قبل تنفيذ الغارات.

لذلك أعلنت غرفة عمليات حلفاء سوريا في بيان لها، أن قيادتها اتخذت القرار بالرد على هذا العدوان الإسرائيلي الأمريكي، انتقاما لأرواح ودماء الشهداء والجرحى واصفةً إياه بأنه سيكون رداً قاسياً جداً. وجاء في بيان غرفة العمليات أيضاً، أن مهمتها وحضورها المشروع في سوريا هو لمساعدة الدولة وتحت رعايتها، من أجل مواجهة الإرهابيين والمشروع التكفيري وعلى رأسهم تنظيم داعش. وأضافت بأن الحلفاء على مدى سنوات، وهم يتعرضون لاعتداءات من العدو الاسرائيلي والأميركي، في محاولة منهم لجرهم الى معارك جانبية لم تكن في أولويات الحضور في سوريا، وكانت ذريعة كيان الاحتلال انه يستهدف اسلحة دقيقة وتجهيزات حساسة تشكل خطراً عليه.

وعليه يشكل البيان بما تضمنه من إنذار بتنفيذ الرد، نقطة تحول في استراتيجية محور المقاومة، سترسم مسار المواجهة في المقبل من الأيام، مع إسرائيل وأمريكا مباشرة على حد السواء. هذا التحول مهدت له القيادة السورية والحلفاء بعدة خطوات اتخذتها في الفترة السابقة من خلال:

_ ضرب العديد من طائرات بدون طيار التجسسية والقتالية واسقاطها، واهمها اسقاط طائرة RQ أمريكية بقرار مباشر من الرئيس السوري بشار الأسد.

_ توقيع اتفاقية إيرانية سورية تقضي بتسلم الأخيرة منظومات دفاع جوي متطورة (ربما باور 373) وإجراء تعديلات على المنظومات السوفيتية التي تمتلكها.

_ قرار الرئيس الأسد عقب اعتداءات إسرائيلية سابقة، بتعمد اسقاط صواريخ دفاع جوي تتصدى للطائرات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، مثلما حصل بالقرب من ديمونا ومؤخراً في منطقة غوش دان.

لذلك فإن مروحة خيارات وأشكال هذا الرد القاسي ستكون كبيرة جداً، لا سيما وأنها من المرات القليلة التي تصدر عن مسمى غرفة الحلفاء. ومن أبرز هذه الخيارات:

1)ضرب أهداف إسرائيلية وأمريكية في أي مكان من جغرافيا المنطقة: من الخليج وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط.

2)ومن المرجع أيضاً استهداف القواعد الأمريكية بشكل مباشر، دون الإكتراث لما قد يسقط فيها من إصابات، وعلى رأس هذه القواعد تلك الموجودة في التنف. خاصة مع التوجه الأمريكي للإنسحاب العسكري من العراق وما يحكى عن انسحاب ممائل ومتزامن في سوريا.

3)ضرب مواقع تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتعمد سقوط قتلى من جنوده.

قاعدة التنف

_ تحتل الولايات المتحدة منطقة طولها 54 كم حول قاعدتها العسكرية في التنف، حيث تقوم بتدريب وتجهيز التنظيمات الإرهابية المسلحة. ويبعد عنها مخيم الركبان للاجئين حوالي 17 كم.

_ هي في المنطقة الحدودية السورية الأردنية العراقية، وقريبة من معبر الوليد السوري العراقي.

_ هدف انشاء هذه القاعدة، منع انشاء طريق امداد بري بين إيران وحزب الله، ومنع وجود الحزب في منطقة الجنوب السوري.

_ أسست في العام 2014، تحت ذريعة قتال تنظيم داعش، وفي أوائل العام 2017، اشتبكت القوات الأمريكية الموجودة في هذه القاعدة لأول مرة بشكل مباشر، مع قوات الجيش السوري وحلفاءه.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور