الأربعاء 02 شباط , 2022 03:14

الشهيد الشيخ مرتضى مطهري: فيلسوف الثورة وابن الإمام

الشيخ مرتضى مطهري

عند الحديث عن الثورة الإسلامية في إيران، التي تمر بذكرى انتصارها الـ43 هذه الأيام. يجب أن تنوقف ملياً، عند سيرة أحد أبرز قادتها، وأبرز تلاميذ الإمام الخميني(رض): الشهيد الشيخ مرتضى مطهري. فالشيخ مطهري هو من تلاميذ الإمام الذين رافقوه طيلة مراحل الثورة، وكان من الشخصيات القليلة التي رافقته في الطائرة المتوجهة من باريس الى طهران. وهو الذي قال بحقه الإمام الخميني بعد استشهاده: "لقد فقدت إبني العزيز، الذي هو قطعة من جسدي"، كما أنه بكى عليه أكثر مما بكى على ابنه الشهيد مصطفى.

فما هي أهم وأبرز المحطات في مسيرة نضال الشهيد مطهري، ولماذا لقب بفيلسوف الثورة الإسلامية؟

_ولد في 31 كانون الثاني من العام 1919، في مدينة فريمان بمحافظة خراسان، لعائلة متدينة تعود أصولها الى هرات في افغانستان.

_ تلقى الشيخ مطهري تعليمه الأولي عند والده، ثم هاجر الى مدينة مشهد المقدسة بهدف بدء الدراسة الحوزوية، وكان عمره حينها 12 سنة.

درس المقدمات هناك من المنطق والفلسفة والأدب العربي والحقوق في الاسلام. ثم بعد ذلك ذهب إلى مدينة قم المقدسة، بهدف إكمال دراسته في حوزتها، فدرس الفلسفة والفقه والأصول عند الإمام الخميني(رض). أمّا الفلسفة والحكمة الإلهية فتلقى دروسها عند السيد محمد حسين الطباطبائي والشيخ مهدي المازندراني، ودرس الأخلاق على يد الشيخ علي الشيرازي الإصفهاني.

وفي العام 1944، ذهب الى مدينة بروجرد لحضور الدروس التي كان يلقيها المرجع السيد  حسين البروجردي آنذاك.

_ لم يكتفي بالدراسة الحوزوية، حيث غادر الى طهران في العام 1953، وانضم إلى جامعتها لدراسة الفلسفة في كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية لمدة 22 عاما.

_ وقد كان له خلال هذه الفترة علاقة بمنظمة "فدائيو الإسلام"، حيث كان مستشارا لهم.

_ بين الأعوام 1965 و1973، قدم بشكل منتظم محاضرات ثفافية دينية وتوعية، في حسينية الإرشاد شمالي طهران. وله الكثير من الكتب عن الإسلام وعلومه، إضافة للفلسفة والفكر السياسي والموضوعات التاريخية.

_ أعتقل في العام 1963 من قبل أجهزة أمن الشاه، مع مجموعة من أساتذة وطلبة الحوزة، بسبب تحركاتهم المناهضة لاعتقال الامام الخميني، وبسبب إلقاءه خطاباً ضد الشاه، لكن إطلاق سراحه لاحقاً.

وفي العام 1969، تم اعتقاله مرة أخرى بسبب مشاركته في جمع التبرعات للشعب الفلسطيني.

وفي العام 1972، اعتقل مرة ثالثة بسبب نشاطه في مسجد الإمام الجواد (ع).

وقد أدى نشاطه الثوري الى فصله عام 1976، من عمله كمدرس في كلية الإلهيات في جامعة طهران.

وفي العام 1977 شارك مع مجموعة من العلماء في طهران، بتأسيس جمعية رجال الدين المناضلين.

_ كان الشهيد مطهري طوال فترة تصاعد وتيرة الثورة الإسلامية، من أبرز المتصدّين فكرياً، للجماعات ذات الأفكار المنحرفة لها، والتي حاولت حرف الثورة عن المشروع الإسلامي.

_ ومع اشتداد المواجهة ضد نظام الشاه، واستقرار الإمام الخميني في منفاه بالعاصمة الفرنسية باريس. سافر الشيخ مطهري إليها عام 1978، وكلفه الإمام بمهمة تشكيل مجلس قيادة الثورة الإسلامية. كما كان أحد الأعضاء المؤسسين لمجلس شورى الثورة الإسلامية.

_ وقبل رجوع الامام إلى إيران، في الأول من شباط للعام 1979، تولى مسؤولية إدارة لجنة استقباله.

_ في 01 أيار/ مايو من العام 1979، استشهد على يد جماعة إرهابية منحرفة، أطلقت على نفسها اسم "جماعة الفرقان".

بصيرة الإمام الخميني حيّرت الشهيد مطهري

يروي الشيخ الفلسفي خاطرة حصلت بعد رجوع الشهيد مطهري من باريس، ولقاءه بالإمام الخميني قبيل انتصار الثورة، حيث قال:

"ذهبت لزيارته ليلا حيث لم يكن عنده أحد، فاستفسرته عن قضايا كنت طلبت أن يشرحها للإمام فأجابني الشهيد عنها.. ثم أردف قائلا: إنني متحير!

فقلت: لماذا؟

فقال: إن القرار الذي اتخذه الإمام ماذا ستكون نتيجته؟! مع هذه القوات المسلحة التي تملك كل أدوات القمع ومع الدعم الكبير الذي تقدمه أمريكا وبريطانيا وفرنسا للشاه! حقاً هل سيجلب لنا هذا القرار النصر والنجاح؟

فقال الشهيد: قلت للإمام سيدي إنها مخاطرة عظيمة فكيف ترى نفسك؟

فقال الإمام (قدس الله نفسه): إننا منتصرون حتماً!

يقول الشهيد: فرأيت أن القائل هو الإمام الخميني بما أوتي من عظمة وجلالة، فلم أستطع أن أسأله لماذا نحن منتصرون؟ ولكن سألته: هل تشرّفتم لدى الإمام الحجة (عليه السلام) فبشّركم بالنصر؟

فلم يجب الإمام نفياً وإثباتاً واكتفى بأن قال: إننا منتصرون قطعاً.

فقلت: هل جاءكم إلهام من الله بالانتصار؟

فقال الإمام: إننا منتصرون قطعاً!

ويكمل الشهيد مطهري: فكنت أسأله بأشكال مختلفة ولكن كلما حاولت وبأي طريق لم يحدّثني بالحقيقة، وكان يردّد كلمته بكل حزم وقطع: إننا منتصرون ولا تكترثوا بهذه الدبابات والمدافع والعتاد العسكري وغيره فإننا منتصرون قطعاً.

فكان الشهيد المطهري يحكي هذه الكلمات عن الإمام، وقد علت وجهه حيرة! ثم قال: لم أهتد إلى أن الإمام من أي منشأ ومصدر وصل إلى هذه الحقيقة!!".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور